فى أحد المستشفيات الكبرى فى المانيا أجرى رئيس وزراء مصر المهندس شريف إسماعيل عملية جراحية ناجحة وكان واضحا أن الرجل يعانى ظروفا صحية صعبة ظهرت على وجهه فى الأيام الأخيرة قبل سفره .. ولا شك أن المهندس شريف إسماعيل تحمل ضغوطا نفسية وصحية منذ تولى المسئولية فقد حملته الأقدار لأن يصدر مجموعة من القرارات المهمة والضرورية فى مسيرة الاقتصاد المصرى ابتداءً بتخفيض سعر الجنيه وانتهاء بأعباء ضخمة فرضتها قرارات إلغاء الدعم على المواطن المصرى .. وقد تحمل الرجل نتائج هذه القرارات بكل شجاعة رغم انه يعلم أن مثل هذه القرارات تترك آثارا سلبية كثيرة على موقف الحكومة وردود أفعال الشارع .. مثل هذه القرارات لم يستطع رؤساء حكومات سابقون تحمل نتائجها أمام الرأى العام بل إنها أطاحت بالكثيرين منهم من سلطة القرار .. على جانب أخر فقد تابع المهندس شريف إسماعيل كل الانجازات التى تحققت فى مشروعات الكهرباء والطرق والإسكان ومواجهة أزمة العشوائيات وكان ذلك على حساب صحته وقد تحمل ذلك بصبر وإيمان .. التقيت برئيس الوزراء أكثر من مرة ودارت بيننا حوارات كثيرة حول سياسة الحكومة خاصة ما يتعلق بالتوسع فى القروض الداخلية والخارجية وإنها تمثل عبئا على الأجيال القادمة وكان يراهن دائما على أن مصر تسعى إلى زيادة مواردها خاصة فى مجالات الغاز والبترول والاستثمارات الأجنبية والسياحة والزراعة والإنتاج الصناعى مع زيادة موارد الميزانية من الضرائب .. كان رئيس الوزراء يعرف كل هذه التحديات وكان يتمنى لو أن الحكومة استطاعت أن تواجه كل هذه الأزمات من اجل تحسين مستوى المعيشة للمواطن وتوفير الخدمات الضرورية وفى مقدمتها الكهرباء والطرق والإسكان والتوزيع العادل للسلع التموينية .. كانت تجربة رئيس الوزراء مع كل هذه التحديات تدعو للتقدير خاصة أن العلاج الذى تحمله الشعب كان صعبا أمام ظروف المجتمع وتحديات المرحلة التى تعيشها مصر .. أطيب تمنياتنا للمهندس شريف إسماعيل فى أن يستعيد صحته ويسترد عافيته وان يعود إلى مصر غانما سالما ليكمل دوره فى خدمة هذا الشعب العظيم. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة