فى تحد واضح للإرهاب وأذنابه، تمت أمس إعادة افتتاح مسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء، وذلك بعد مرور أسبوع واحد على الحادث الإرهابى الجبان الذى استهدف المصلين به وراح ضحيته نحو 310 شهداء من المصلين بالإضافة إلى عشرات المصابين، لتعود الحياة من جديد إلى أحد أهم وأكبر المساجد بمنطقة شمال سيناء، الأمر الذى يعكس إصرار أهالى المنطقة على مواجهة هؤلاء المتطرفين التكفيريين مهما كلفهم ذلك من تضحيات ويعكس الحضور الكثيف لكبار المسئولين وعلى رأسهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء السيد عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء بالإضافة إلى القيادات الشعبية والتنفيذية وأعضاء مجلس النواب حرص الدولة على الوقوف إلى جانب أهل قرية الروضة فى هذه المحنة الأليمة والتضامن مع الأهالى لتجاوز آثار الحادث الإرهابى الغادر الجبان، كما تعكس زيارة الإمام الأكبر ووفد كبار العلماء عائلات أسر الضحايا الحرص على تأكيد وقوف الشعب المصرى وكل مؤسسات الدولة صفا واحدا فى مواجهة هذا الإرهاب الغاشم وجماعاته المارقة التى تستهدف ترويع المواطنين الآمنين وتهديد سلامة أرواحهم. وقد بين شيخ الأزهر ذلك فى كلمته عقب انتهاء صلاة الجمعة حين قال إن قتلة المصلين فى مسجد الروضة هم خوارج وبغاة ومفسدون فى الأرض وتاريخهم فى قتل المسلمين وترويع الآمنين معروف، وأشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفهم بحداثة السن مما يدل على طيشهم واندفاعهم وسوء فهمهم، كما أوضح أن الرسول الكريم حذرنا من هؤلاء، ومن الاغترار بمظهرهم وكثرة عبادتهم وقراءتهم للقرآن الذى لا يصل إلى قلوبهم، ووصفهم بالغلو فى الدين تمهيدا للتطرف والتكفير، مؤكدا أن النبى أمر بقتلهم وتعقبهم. إن إصرار الأهالى على افتتاح المسجد عقب الحادث بأيام قليلة يعكس حالة التحدى التى ملأت مشاعر الناس ومدى الإصرار على مواجهة هؤلاء الخونة والمأجورين الذين يستبيحون حياة الناس ويستحلون قتلهم بغير ذنب أو جريرة ارتكبوها إلا أنهم يؤدون عباداتهم وصلواتهم آمنين فى بيت من بيوت الله، كما يعكس اصرارهم على أن تستمر الحياة وتتواصل رغم الآلام والجروح، ورغم أنف الإرهاب وجماعاته ومؤيديه ومموليه. لمزيد من مقالات رأى الأهرام;