يخطئ من يظن أن اقتراح وزيرة العدالة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل الخاص بإقامة دولة فلسطين فى سيناء، هو رأيها الخاص، أو أنه لم يكن بالون اختبار يرغب الإسرائيليون به فى معرفة رد فعل مصر حكومة وشعبا. لكن لسوء حظهم جاءت تصريحات وزير الخارجية سامح شكري،لبرنامج كل يوم لعمرو أديب الاثنين الماضى واضحة وحاسمة عندما قال «نرفض الانتقاص من سيادة مصر على أراضيها خاصة سيناء، والتى ارتوت بدماء المصريين دفاعًا عنها، مؤكدًا أن مصر لا يمكن أن تتنازل عن ذرة واحدة من تراب الوطن ولن تسمح باعتداء أحد عليها»...أما على المستوى الشعبى فحدث ولا حرج ويكفى أنه خرجت تصريحات رسمية اسرائيلية أخيرا تقول إن الشعوب العربية هى العائق الرئيس أمام التطبيع. وبالرغم من أن اقتراح جيلا جملئيل كان قديما فإنه على ما يبدو أن إعادة ترديده جاء بسبب مشاركة الوزيرة فى مؤتمر دعم المساواة الجنسية، وتعزيز مكانة المرأة فى القاهرة منذ أيام لكن حسنا فعل الوزير شكري، خاصة أن سيناء لا تحتمل آلاما جديدة بعد فاجعة وصدمة استشهاد أكثر من 300 من أبنائها على يد الغدر والإرهاب الأعمي. سيناء التى تعانى رغم إمكاناتها الهائلة اقتصاديا وسياحيا ودينيا ومع ذلك لم تمسسها يد التنمية كما ينبغى. سيناء التى تبلغ مساحتها أكثر من 60 ضعف مساحة سنغافورة و30 ضعف مساحة هونج كونج وثلاثة أرباع مساحة دولة الإمارات العربية، وبما تمتلكه من ثروات طبيعية, حتى الآن لم تأخذ حقها من النمو والتغيير!. والسؤال إلى متي؟دحر الإرهاب فى أرض الله وحمايتها من أطماع اليهود لا يمكن أن يتم من دون تنمية حقيقية. [email protected] لمزيد من مقالات أيمن المهدى