هل كان من الضرورى أن يموت المئات فى مسجد الروضة فى بئر العبد حتى تصدر التعليمات بالاهتمام بأحوال القرية..هل كان من الضرورى أن يموت نصف سكانها من الرجال والأطفال حتى تجد الرعاية لدى مؤسسات الدولة وأين كان رجال الأعمال الذين يطاردوننا كل يوم على الشاشات بالمبانى والمنشآت أين كانت الجمعيات الأهلية الخيرية التى تنفق مئات الملايين من الجنيهات فى الإعلانات لجمع التبرعات..كان من الممكن أن ينجو سكان وأهالى قرية الروضة لو انها وجدت القليل من الرعاية والاهتمام..ما حدث فى الروضة جريمة فى حق سيناء عمرها ثلاثون عاما وكل الشواهد تؤكد هذا الارث الثقيل لأن إهمال سيناء جريمة لن تسقط بالتقادم.. لا اعتقد أن وراء ما حدث فى مسجد الروضة صراع سلفى صوفى أو عداء قديم للصوفية لقد استغل الإعلام الغربى هذا الطرح الذى صدره الإعلام المصرى وبنيت عليه كل القصص والحكايات.. مازلت أعتقد انه لا دين للإرهاب وأن ما يجرى ليس صراعا دينيا بين فصائل متناحرة وإذا اختصرنا القصة كلها فى هذا الخلاف فنحن نهرب من الحقيقة..الإرهاب ليس فقط صراعا دينيا بين أبناء عقيدة واحدة وليس رفضا للعقائد الأخرى ولكنه سلوك اجرامى يجب أن يخضع لدراسات نفسية وإجرامية وأمنية تضع الأسباب الحقيقية للظاهرة..نحتاج مائة عام لنواجه فكر الإرهاب ونحتاج رصاص الرحمة لينقذ العالم من هذا الضلال.. اختصار مذبحة مسجد الروضة فى إدانة الأزهر الشريف أو توجيه اللوم للامام الأكبر د.احمد الطيب خداع للنفس وانتهاك للحقيقة..الخرائب فى العقول كانت نتيجة سنوات طويلة من الإهمال فى كل شىء أهمها غياب العدالة لأن شرم الشيخ لا تبعد كثيرا عن بئر العبد ولنا أن نتصور أضواء شرم الشيخ المبهرة فى ملتقى شباب العالم منذ أسابيع وصورة مصر أمام العالم ودماء الضحايا فى المسجد الحزين فى بئر العبد وأحذية الشهداء القديمة تتناثر بين الأشلاء.. الأرض واحدة..والسماء واحدة والوطن واحد ولكن موازين العدالة اختلت..لو كان المسجد مضيئاً مثل شواطئ شرم الشيخ ما اقتربت منه الخفافيش لأن الخفافيش لا تظهر إلا فى الظلام ولا حل غير أن تضئ سيناء كل سيناء حتى لا نتركها مرتعا للتخلف والإرهاب.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة