فى الاجتماع الذى عقد أمس بالرياض لوزراء دفاع تحالف الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب كانت الرسائل واضحة لا لبس فيها، وعلى رأسها أن جميع الوزراء المشاركين كانوا حريصين على تأكيد دعمهم لمصر فى حربها الضروس ضد هذا الخطر المستطير الذى يهدد الجميع. ولعل كلمات ولى العهد وزير الدفاع السعودى الأمير محمد بن سلمان كانت الأوضح والأكثر تأثيرا، حيث قال الرجل: «سندعم القاهرة بكل ما أوتينا من قوة ومن إمكانات، وسوف نقف بجانب مصر وجميع الدول لمكافحة الإرهاب والتطرف». أما الرسالة المصرية فى هذا الاجتماع، الذى يعقد للمرة الأولى، فقد أتت على لسان اللواء توحيد توفيق مساعد وزير الدفاع ورئيس الوفد المصرى بالاجتماع. والرسالة تضمنت الكثير من الحقائق، أهمها أن معالجة آفة الإرهاب البغيضة ليست أمنية فقط، بل هى معالجة شاملة تولى أهمية لنشر ثقافة التسامح والتعاون والتعايش البناء بين مختلف الشعوب والثقافات والأديان. والحقيقة الثانية، أن مصر لن تستسلم أبدا لهذا الوباء القبيح، وإنما ستظل تحاربه بجميع أشكاله، وسوف تتصدى لجذوره الفكرية وتجفيف منابعه ومصادر تمويله، وذلك بالتعاون الوثيق مع كل الأشقاء فى إطار هذا التحالف العسكري. والحقيقة الثالثة، أن مصر ترفض أى محاولة لربط الإرهاب بأى دين، لأنها تؤمن بأن هذا الإرهاب لا دين له ولا أخلاق ولا ضمير. وهذا يعنى أن مصر تدعو هنا إلى وقف الحديث من الآن فصاعدا عن أى علاقة بين تلك الجماعات والتنظيمات المجرمة والدين، إذ الدين منها ومن أفعالها براء. والحقيقة الرابعة، أن هذه المقاربة أو الاستراتيجية الشاملة لمواجهة خطر الإرهاب، بجانب أنها ليست عسكرية وأمنية فحسب، فإنها أيضا يجب أن تتضمن بحث الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية التى أدت إلى ميلاد وترعرع تلك الظاهرة التى امتدت فضربت كل المجتمعات، والمعنى هنا أننا يجب ألا نكتفى بمحاولة علاج أعراض الظاهرة، بل ينبغى أن نغوص بحثا عن جذور المرض فنستأصلها، وصولا إلى تجفيف البيئة الحاضنة للإرهاب والإرهابيين تجفيفا تاما. لمزيد من مقالات رأى الأهرام;