حمل لنا د. محمد العصار وزير الإنتاج الحربى بشرى أن مصر سوف تنتج قريبا سيارة مصرية كاملة الصنع بالتعاون مع شركات أجنبية وبذلك يتحقق حلم قديم منذ مصانع نصر للسيارات التى كانت تقوم بتجميع أجزاء السيارات فى مصر وكانت مستوردة من الخارج.. حتى الآن لا تنتج مصر سيارة مصرية.. وقال الوزير إن إنتاج مصر من الصناعات الحربية قد ارتفع بنسبة 250% وحققت أرباحا بلغت 8٫8 مليار جنيه وتستهدف أن تصل إلى 13 مليار جنيه.. كنا دائما نقول أن الصناعة هى المستقبل لأنها تعنى زيادة الصادرات وتشغيل الشباب وتوفير العملات الصعبة وقبل هذا كله توفير السلع للاستهلاك المحلي.. كان اكبر دليل على تعثر الصناعة المصرية أن تجد فى الشوارع عشرات الأنواع من السيارات العالمية المستوردة سواء كانت بالتجميع أو الاستيراد الكامل ولم نصل فى يوم من الأيام إلى سيارة مصرية صناعة وإنتاجا وتصديرا.. فى منتصف السبعينيات كنت فى زيارة للهند وشاهدت رئيسة الوزراء السيدة انديرا غاندى وهى تقود سيارة هندية الصنع تسمى «امباسادور» ويومها منعت الحكومة استخدام أى سيارات أخرى من اجل تشجيع إنتاج هذه السيارة الصغيرة.. والغريب يومها أن السلطات الهندية سمحت لى أن ازور أول مفاعل نووى هندى اقيم فى ذلك الوقت فى مدينة «مدراس» وما بين صناعة السيارات والمفاعل النووى كانت بداية انطلاق الهند نحو التصنيع واستخدام التكنولوجيا الحديثة حتى وصلت أن تكون من دول المعسكر النووى فى العالم وهى الآن من أهم مصادر تصدير وبيع التكنولوجيا الحديثة. إن الصناعة هى المستقبل الذى ينبغى أن تتجه إليه كل خطط التنمية فى مصر لأنها تمثل حلولا سريعة للكثير من مشكلاتنا فى التصدير والاستهلاك والإنتاج وقبل هذا مشكلة المشكلات وهى البطالة .. وسوف ننتظر هذا الحلم القديم الذى لم يتحقق حتى الآن أن ننتج سيارة مصرية تفخر بها الصناعة المصرية وتكون بديلا عن مئات الملايين من الدولارات التى نستورد بها السيارات الأجنبية أو نقوم بتجميعها فى مصر .. الصناعة تاج الشعوب التى تفتخر بها فى كل زمان. لمزيد من مقالات فاروق جويدة;