انتبهوا أيها السادة.. العدوان الغاشم لايزال يهز عرش حواء، وينتهك أرضها الخصبة التى خرج من ضلعها.. إنه آدم «أو الرجل» الذى كثيرا ما يستبيح أرضها فيضربها بالسوط أو يجذبها ليمزق ملابسها ويشدها من رأسها لتبقى بقايا من شعرها مابين أصابعه بدعوى أنه يؤدبها، آدم الذى كثيرا مايعلو صوته ويوجه لها السب والذم والنقد اللاذع والذى يهين إنسانيتها، قد يكون آدم هذا هو الزوج الذى يبدأ عدوانه عليها بإجبارها على الزواج منه رغما عنها «مثلما يحدث فى قرانا ونجوعنا فالعروس المختارة قد تكون واحدة من بنات أعمامه أو من نفس القبيلة وهو «الأولى بها» على حد قولهم، أو أنها فتاة من من قبيلة معادية لقبيلته وقد لوح لأبيها بضمان الأمان ووقف النزاع بين القبيلتين، وآدم هذا هو الذى يوجه لها العدوان عندما «يذبح لها القطة» منذ الليلة الأولى للزواج ليضمن فى يده مقاليد حكم الأسرة، فتطهو له الطعام وتغسل ملابسه وتنشرها وتقوم بكيها وتوصيلها إلى الدولاب فى غرفته، وان لم تفعل فالويل لها والثبور وعظائم الأمور، وآدم هو الزوج يقهرها عندما يتزوجها قاصر صغيرة «بعيد عن عين الحكومة» ويصر على ألا تكمل تعليمها وانجاب كثير من الأطفال وألا تحقق طموحاتها. وقد يكون آدم هو الأخ الذى يعطيه أبيه سلطات عديدة فى حكم المنزل أثناء غيابه «بل وفى حضوره» فيجبر أخته حواء الصغرى على خدمته كوصيفة له لتظل «تحت رجليه» تقضى له جميع طلباته وتكون بديل للأم المقهورة فى السابق التى أتعبها الزمن «فسلمت من بدرى النمر» هذا الأخ الذى كثيرا ما يرتدى عباءة الأب يشارك فى اختيار العريس وابداء الرأى وله حق القبول أو الرفض، هذا الآدم الشرقى له كثير من السلطات ومنذ طفولته على قهر الاناث، وربما منذ اللحظات االأولى التى أباح له فيها الأب فرض سيطرته على اخته وحين قال له «أختك مسئوليتك» وهى عرضك، فأصبح له حق التدخل فى جميع شئونها. وكم من آباء وجهوا العنف ضد بناتهم واستخدموا الضرب لكسر شوكتهن وقد أخذوا بالمثل القائل « اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24» وقد عانت الكثيرات منهن الجلد بالسوط «والخرزانة» لإخضاعهن، والغريب أن بعض من هؤلاء الفتيات تعاملن مع القهر والضرب ومداراة قلوبهن المجروحه باستخفاف، وعندما يحكين عن تعرضهن للتعذيب تختلط دموعن بالضحكات «فشر البلية مايضحك» تماما «كمليكه» الفتاه الجميلة الرقيقة فى مسلسل «واحة الغروب» بصحراء سيوة والتى كانت تدارى آلامها من الضرب المبرح بالضحك الهستيرى، لأنها اعتادت الهروب فى المساء لصناعه التماثيل الصغيرة أو مايسمى «بالمساخيط»، رفضت الزواج من كهل عجوز من قبيلة أخرى لفض النزاع بين القبيلتين، حتى إنها فضلت الموت على الزواج منه. ففى البيوت وخلف الجدران توجد آلاف النساء يخفين تحت ملابسهن كثير من آثار الضرب المبرح أو اللكمات، وكثيرا من الهوانم «حتى فى الحضر» لايفصحن عن مآسيهم حفاظا على ماء وجوههن وصورهن فى المجتمع. المجلس القومى للمرأة يشارك فى الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة العنف ضد المرأة والذى يوافق 25 من نوفمبر الحالي بحملة تحت شعار « كونى» بمشاركة جميع دول العالم والذى تستمر فاعلياته «حتى 16 من ديسمبر الحالي» للوقوف على حال المرأة الموجه لها العنف فى الشرق وفى العالم كله، وقد ساهم المجلس فى الدعوة المناهضة للعنف والتى أطلقتها منظمة الأممالمتحدة فى رفع الوعى وخلق رأى مساند لها فى كل مكان، لإحداث التغيير ومناهضة جميع أعمال العنف الموجه ضدها، ودعوة المجتمع المحلى والدولى للسعى نحو إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة العالمية، والمجلس بصدد اطلاق العديد من الفاعليات والأنشطة الثقافية والتوعوية بمختلف محافظات مصر وتوقيع العقوبات على كل من يقهر المرأة ويوجه لها العنف أو ينال منها. Sadiashoieb192hotmahl.com