لا أظن أن هناك خطرا يهدد مسيرة أى وطن سوى تحاشيه نقد النفس والذات وإلقاء تبعة أزماته ومشكلاته على الآخرين بدلا من أن يبدأ بنفسه ويراجع خطواته بكل الشجاعة وبكل المسئولية.. ولأن رئيس مصر الحالى يدرك هذه الحقيقة جيدا ويعلم عن يقين أن مصر تواجه أزمات حادة تستلزم تعاملا جديا يسهم فى احتواء هذه الأزمات مرحليا، وسرعة تفادى مخاطرها المستقبلية تنطلق تصريحاته التى يراها البعض صادمة فى حين أنها تستهدف إيقاظ الناس من سباتهم وإدراك الحاجة إلى مزيد من العمل ومزيد من الجهد لبناء مصر الجديدة، التى نحلم بها جميعا والتى لم تعد تحتمل الهزل والاستهبال واستمرار الرضوخ للأصوات العالية التى لا ترى سوى المصالح الذاتية لأصحابها فقط! إن السيسى لا يصدم مشاعرنا عندما يقول إننا فقراء، لأن هذه هى الحقيقة فى المنظور الراهن، كما أنه لا يسبب لنا إحباطا عندما يقول إننا لا نملك تعليما جيدا ولا خدمة صحية جيدة لأن الواقع يقول بحاجاتنا إلى جهد هائل لتطوير جميع مرافقنا! نحن أمام رئيس لا يلف ولا يدور وإنما يمتلك سلاح الصدق والمصارحة باعتبار أنه لن يكون بمقدورنا أن نتجاوز مشكلات الحاضر وأزماته وأن نبدأ التحرك على الطريق الصحيح ما لم ندرك جميعا أننا فى مواجهة واقع صعب ومخيف يتطلب منا روحا جديدة تؤمن بسرعة امتلاك زمام الحركة والمناورة والفهم الصحيح لأوضاعنا، التى لم تعد تحتمل غياب الجدية. نحن نسير على طريق وعر لابد أن نتحسسه جيدا تحت مظلة الإيمان بقدرتنا على إنجاز ما نريد وما نتمنى والوصول إلى الشواطيء الآمنة بخطوات محسوبة وعاقلة، ومن يرى طريقا غير ذلك فليدلنا عليه! ولم أكن فى سطر واحد مما أسلفت بعيدا عن الفهم الصحيح لرسائل السيسى التى أطلقها فى كفر الشيخ قبل أيام من أجل بداية جديدة لثقافة جديدة نحتكم إليها فى التعامل مع الأحداث من أرضية الفهم الصحيح لمقولته الصائبة «إن الأوطان لا تبنى بالخواطر بل بالالتزام والانضباط» وذلك ردا على مطالبته بإسقاط الغرامات على مخالفات زراعة الأرز كما جرت العادة مع كل الحكومات السابقة، ودون اعتبار لهيبة الدولة وضرورة احترام القانون وعدالة توزيع الثروة المائية وفقا لمقتضيات المصلحة العليا للبلاد التى تحتم الالتزام بالمساحات المحددة لزراعة المحاصيل الأكثر استهلاكا للمياه.. وهذا منهج علمى عالمى وليس بدعة مصرية! خير الكلام: قمة البؤس عندما يحاول أى فاشل الاكتفاء بتبرير فشله ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله