فى ميادين الرياضة خاصة فى كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى فى معظم دول العالم، تتم إقالة المدرب إذا أخفق فى تحقيق النتائج المرجوة التى يُنص عليها فى العقد المبرم بينه وبين مجلس إدارة النادى أو أصحاب النادي، وأفضل مثال على ذلك الإقالة الفورية منذ أيام لجانيرو فنتورا مدرب الفريق الإيطالى بعد فشل التأهل لمونديال روسيا، وقبله فى سبتمبر الماضى إقالة كارلو أنشيلوتى مدرب فريق بايرميونخ الألمانى بعد ثلاثية سان جيرمان فى دورى أبطال أوروبا، هذا يحدث عادة فى ميادين الرياضة، أما فى ميادين الإدارة الحكومية فكثيرا للأسف ما يستمر المدير فى موقعه برغم ما ينجم عن سوء إدارته ومباشرته مسئولياته وواجباته من خسائر وأضرار وسلبيات، وهذا ما تراه وتبصره العين المجردة فى مجال أحياء ومدن الإدارة المحلية، وعلى سبيل المثال (التنمية المحلية!)، وهى من أكثر الجهات الحكومية شجبا وامتعاضا من وجهة نظر المواطنين (فمن جراجات تحولت بقدرة قادر إلى بوتيكات ومعارض سيارات وكافيهات.. الخ، إلى فيلات طالتها معاول الهدم والتدمير لتغدو أبراجا وناطحات سحاب، إلى أرصفة شغلتها كراسى المقاهى التى زحفت إلى حرم الطريق، إلى أكوام من القمامة تمتد إليها أيادى العابثين بها بغية جمع الأكياس السليمة بعد بعثرة محتوياتها.. الخ)، ولعل أشد ما أثار العجب والأسف، هو ما قرأته منذ أيام عن رد أحد المحافظين على مواطن تحدث معه عن الحاجة إلى مرور المسئولين عن الأحياء ليلا ليشاهدوا بأنفسهم واقع الأحوال المتردية، وكان رد المحافظ «يعنى أنتم عايزينهم يناموا فى الشوارع!»، واعتقد أن ما طالب به المواطن، ما هو إلا مطلب جماهيرى لملايين المواطنين، وبالمناسبة مازلت برغم مرور عدة عقود، أتذكر واقعة نادرة طريفة - تبدو لأول وهلة بعيدة عن لب الموضوع - ففى لقاء عمل مع المرحوم الوزير الأسبق المهندس سليمان متولي، ذكر أنه عندما عمل - لفترة - وزيرا للحكم المحلى فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، اتصل بأحد المحافظين فلم يجده، وبسؤال مدير مكتبه أبلغه بأنه موجود فى اليابان بدعوة من حكومتها، فتعجب لأنه لم يستأذنه مكتفيا بالتصديق المسبق على الدعوة من رئيس مجلس الوزراء الذى اتصل به الوزير وأبدى له رغبته الملحة فى إقالة المحافظ، وبعد ذلك أفاده رئيس الوزراء بأنه أبلغ الرئيس، ووعد بإقالته فى أول حركة قادمة للمحافظين، واستأذن الوزير لمقابلة رئيس الجمهورية وأذن له وقابله وشرح له الموقف وأقنعه بوجهة نظره، فى أهمية الإقالة الفورية بعد عودة المحافظ مباشرة، دون انتظار حركة المحافظين، ففى المحاسبة أولا بأول ما يحقق الفائدة المرجوة من انضباط وإحساس بالمسئولية وفيه عبرة للغير!، وهذا - مع الفارق - ما يحدث بالفعل فى ميادين الرياضة!!. ومع ما استشرى من إهمال ولا مبالاة وفقدان الاحساس بالمسئولية لدى البعض، تبرز أهمية وضرورة ذلك، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تبرز أهمية أن يكون هناك تدقيق بالغ فى اختيار المرشحين لشغل المناصب، خاصة ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين، وبالمناسبة هل من الممكن حيال المرشحين قبل توليهم مناصبهم الأخذ بما تتخذه النوادى واتحادات الكرة من اشتراطات حيال المدربين عند التعاقد معهم!!؟ جلال إبراهيم عبدالهادى