الأمانة والشرف لا ينفصلان، فالأمانة شرف، والشرف أمانة، ولا شك فى أن الأمانة لا تقتصر على المال فقط، بل تمتد إلى القول والفعل، فمن يهمل فى عمله ولا يؤديه على الوجه الأكمل خائن للأمانة، ومن يحصل على مال نظير أداء عمل غير قانونى أيضا، ومن يحصل على حق ليس من حقه ومن يزورون فى إقراراتهم الضريبية ولا يذكرون حقيقة أرباحهم، والأم التى تشجع أطفالها على الغش ويسعدها ابنها عندما يخبرها بأنه قام بالغش من جاره فى أثناء الامتحان، وكما أن هناك بشرا غير أسوياء هناك الكثير من أصحاب الضمائر الحية التى لا تغفل ولا تنام والقانعين بما قسمه الله لهم من رزق حلال وهم أمناء على ما ائتمنوا عليه. وهناك واقعة عشتها، فعندما نزلت من منزلى لأستقل سيارتى وجدت بها بعض التلفيات وفوجئت بورقة معلقة خلف مساحة السيارة يعلن صاحبها أسفه واعتذاره، وأنه على أتم استعداد لإصلاح التلفيات على حسابه الخاص مع ذكر رقم التليفون والعنوان، وبادرت بالاتصال به فوجدته إنسانا دمث الخلق مهذبا أخجلتنى أخلاقه وتحملت تكلفة الإصلاح راضيا. وهناك سائق التاكسى الذى عثر على حقيبة بها مال ومستندات وأوراق نسيها راكب بالسيارة وقام بتسليمها لقسم الشرطة الذى رفض أن يأخذ نظير أمانته.والسيدة خديجة رضى الله عنها عندما توسمت فى محمد عليه الصلاة والسلام الأمانة وسلمته كل مالها لاستثماره فى التجارة وسمى بالأمين. ما أحوجنا أن يوصف كل واحد منا بهذا الوصف، وأن تكون الأمانة شعارا لنهتدى به، وأن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الغير، وأن يكون شعارنا «الواجب.. الشرف.. الوطن».. فالمال ليس كل شيء وهناك ما يفوقه من قيم إنسانية. لواء متقاعد محمد محمود صبرى