سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيسى أمام البرلمان القبرصى: نتطلع إلى تعزيز العلاقات بين برلمانى البلدين وتفعيل جمعية الصداقة
مقاومة الإرهاب أحد أهم حقوق الإنسان..وتحقيق تطلعات الشعوب يتطلب تأمين حقهم فى الحياة -الآمنة
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن حرصه على الوجود فى قبرص يأتى استمراراً للموقف المصرى المؤيد لجهود قبرص السلمية لمحاولة إعادة توحيد الجزيرة، وتأكيداً على مساندتها لتلك الجهود بالشكل الذى يتطلع إليه الشعب القبرصي. وأعرب الرئيس، فى كلمته التى ألقاها أمام البرلمان القبرصي، عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات بين برلمانى البلدين، وتفعيل جمعية الصداقة البرلمانية بين البلدين للارتقاء بالبعد الشعبى للعلاقات المتميزة بين مصر وقبرص. وأضاف الرئيس أن منطقة شرق المتوسط تمر بفترة من عدم الاستقرار نتيجة مجموعة أزمات متلاحقة ومتشابكة، حيث تسببت الأوضاع فى سوريا وليبيا فى موجات غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية، كما نتج عن هذه الأزمات تزايد قدرات وأنشطة العناصر الإرهابية، بما يضع على الجميع مسئولية كبيرة للتأكد من تحقيق الحماية اللازمة والواجبة لشعوبنا من هذه الأخطار، باعتبار الحق فى مقاومة الإرهاب أحد أهم حقوق الإنسان، حيث لا يمكن تحقيق تطلعات الشعوب نحو المستقبل الأفضل، دون تأمين حقهم فى الحياة الآمنة أولاً. وأعرب الرئيس عن تقديره العميق للشعب القبرصى لدعمه لمصر فى حربها ضد الإرهاب. ومن جانبه ، أكد رئيس البرلمان القبرصى أن حضور الرئيس السيسى هذه الجلسة الخاصة تعد حدثاً تاريخياً فى قبرص، مشدداً على قوة العلاقات بين البلدين، ووقوف مصر إلى جانب استقلال قبرص ودعمها لقضيتها. وقد عقد الرئيس السيسى جلسة مباحثات ثنائية مع ديمترس سيلوريس رئيس البرلمان القبرصي، حيث أعرب الرئيس عن سعادته بزيارة البرلمان القبرصى والالتقاء برئيسه وإلقاء كلمة أمام نواب المجلس. وفيما يلى نص كلمة الرئيس: «فخامة الرئيس «نيكوس أنستاسيادس»، رئيس جمهورية قبرص السيد «ديمترس سيلوريس»، رئيس برلمان دولة قبرص السادة نواب البرلمان .. السادة الحضور: أشعر بالفخر لوجودى بينكم اليوم فى مجلسكم الموقر، وأود بدايةً أن أتقدم لكم بالتحية لتمسككم بدورية انعقاد جلسات المجلس، بما يعكسه ذلك من ترسيخ لمبادئ الديمقراطية رغم استمرار القضية القبرصية دون تسوية حتى الآن، حيث كنت أتمنى أن أتواجد بينكم اليوم بكامل الهيئة للمجلس، وبحضور الأعضاء المتغيبين عن جلساته منذ ديسمبر 1963. وإننى على ثقة أن إصراركم وجهودكم الصادقة الدءوبة، تحت قيادة الرئيس «أنستسيادس»، ستسفر يوماً عن تسوية هذه القضية المصيرية والحيوية ليس لكم ولشعب قبرص فقط؛ ولكن لمنطقة شرق المتوسط بأسرها. إن حرصى على الوجود بينكم اليوم، يأتى استمراراً للموقف المصرى المؤيد لجهود قبرص السلمية لمحاولة إعادة توحيد الجزيرة، وتأكيداً على مساندتنا لتلك الجهود بالشكل الذى يتطلع إليه الشعب القبرصي. السيدات والسادة، إن روابط الصداقة والمودة بين شعبينا تضرب بجذورها عبر التاريخ إلى وقتنا هذا، وإننى لأشعر اليوم باعتزاز لأنقل لكم رسالة تقدير من الشعب المصري، على مواقف شعبكم النبيلة فى دعم التطورات السياسية المهمة التى شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية بعد ثورة 30 يونيو عام 2013، والتى أكد خلالها الشعب المصرى على هويته التاريخية العريقة، وتطلعه إلى الدولة المدنية الحديثة، من خلال مشاركته الكبيرة فى مختلف مراحل التحول الديمقراطى فى مصر، التى بدأت بالاستفتاء على الدستور الجديد فى يناير 2014، ثم الانتخابات الرئاسية فى مايو 2014، وصولا إلى الانتخابات التشريعية وتأسيس مجلس النواب الحالى فى ديسمبر 2015، والذى يضم 596 نائباً ويشهد أكبر نسبة تمثيل للمرأة والشباب علاوة على تمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة. السيد رئيس البرلمان، السادة النواب، لقد كانت مصر وطناً ثانياً للمواطنين القبارصة الذين عاشوا فيها لفترات طويلة وما زالوا مرتبطين بها وبشعبها، كما ساندت مصر حركة التحرر الوطنى وكفاح الشعب القبرصى من أجل الحصول على الاستقلال عام 1960، يُضاف إلى ذلك علاقات الصداقة بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس «مكاريوس»، والتى ساهمت فى تعزيز أواصر الصداقة بين شعبى البلدين. ومن جانب آخر، ساند الرئيس «مكاريوس» جهود مصر فى تأسيس حركة عدم الانحياز، كما شارك كذلك فى القمة الثانية للدول الأعضاء التى عقدت فى القاهرة عام 1964، والتى أعربت عن شواغل الحركة حيال التهديدات التى تعرضت لها قبرص آنذاك، ودعت الدول الأعضاء إلى الالتزام بميثاق الأممالمتحدة من خلال تأكيد دعم استقلال قبرص وسيادتها ضد أى تدخلات خارجية. وفى إطار هذا التاريخ الكبير من العلاقات المتميزة بين الشعبين المصرى والقبرصي، أود أن أعرب اليوم عن تطلعنا إلى تعزيز العلاقات بين برلمانى البلدين، وتفعيل جمعية الصداقة البرلمانية بين بلدينا للارتقاء بالبعد الشعبى للعلاقات المتميزة بين مصر وقبرص، وهو الأمر الذى لمست اهتمام مجلسكم الموقر به خلال لقائى مع الرئيس السابق لمجلس النواب القبرصى أثناء زيارته إلى مصر فى أبريل 2016. السيدات والسادة، تمر منطقة شرق المتوسط بفترة من عدم الاستقرار نتيجة مجموعة أزمات متلاحقة ومتشابكة، حيث تسببت الأوضاع فى سوريا وليبيا فى موجات غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية، كما نتج عن هذه الأزمات تزايد قدرات وأنشطة العناصر الإرهابية، بما يضع علينا جميعاً مسئولية كبيرة للتأكد من تحقيق الحماية اللازمة والواجبة لشعوبنا من هذه الأخطار، باعتبار الحق فى مقاومة الإرهاب أحد أهم حقوق الإنسان، حيث لا يمكن تحقيق تطلعات الشعوب نحو المستقبل الأفضل، دون تأمين حقهم فى الحياة الآمنة أولاً. وأود أن أنتهز تلك المناسبة لأعرب للشعب القبرصى عن تقديرنا العميق لدعمه لمصر فى حربها ضد الإرهاب، الذى يهدف إلى زعزعة استقرار الشعب المصرى وأمنه، وإحداث تمزق فى النسيج الاجتماعى لشعبٍ عظيم أثبت على مدار التاريخ وحدتَه غير القابلة للانقسام، ونبذه للأفكار المتطرفة، وحرصه على التعايش السلمى بين جميع أبنائه. كما أؤكد أيضاً التزامنا بالتعاون مع الحكومة القبرصية لتوفير الأمن لشعبينا ولكافة شعوب المنطقة، التى تُساند مؤسساتها الوطنية فى حربها ضد الإرهاب الآثم، بما يمثله من أخطار على حياة الشعوب. إننا نؤمن أن التصدى للإرهاب - باعتباره أحد أهم المخاطر التى يتعرض لها العالم- لن يتأتَّى إلا من خلال تضافر جهود المجتمع الدولى على عدة مستويات يتم العمل فيها بالتوازي: سياسياً من خلال التصدى بحسم للدول الداعمة والممولة للإرهاب؛ وأمنياً من خلال تبادل المعلومات والخبرات، وتنموياً من خلال توفير الظروف المعيشية الكريمة للمواطنين؛ وثقافياً من خلال تعزيز الحوار بين الحضارات وتطوير الخطاب الدينى والفكرى بهدف قطع الإرهاب من جذوره. وهى كلها جهودٌ نعمل على تبنيها فى مصر، لتصبح نموذجاً للمنطقة التى نأمل أن تستعيد هدوءها واستقرارها. وفى هذا السياق، فقد كان طبيعياً ان تسعى مصر لتعزيز التنسيق السياسى مع قبرص لمواجهة التحديات التى تمر بها المنطقة، بشكلٍ يعكس العلاقات التاريخية والثقافية القوية بين البلدين، ويسهم فى الارتقاء بقدرتنا على التصدى للمشكلات التى تواجهنا. فخامة الرئيس «نيكوس أنستاسيادس»، رئيس جمهورية قبرص السيد «ديمترس سيلوريس»، رئيس برلمان دولة قبرص السيدات والسادة، لقد أتيت لقبرص اليوم، وكلى ثقة أننا سننجح فى التغلب على التحديات التى تفرضها علينا الأوضاع فى شرق المتوسط، وأن حكومتى البلدين ستظلان تحظيان بدعم مجلسى النواب فى الدولتين فى هذا الصدد، وآمل أن تنجح تلك الزيارة فى فتح مجالات جديدة للتعاون بين مصر وقبرص وتدفع أُطُر التعاون القائمة بالفعل بين البلدين إلى آفاق أرحب وأوسع. ومرة أخري، أتوجه بالشكر لكم جميعاً على استضافتى بينكم اليوم، متمنياً لكم دوام التوفيق والنجاح لتحقيق مصالح الشعب القبرصى الصديق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.