الإعلامية اللبنانية الشهيرة بولا يعقوبيان نموذج لعدد غير قليل من الإعلاميين على امتداد العالم والوطن العربى الذين يؤمنون باهمية المشاركة بإيجابية فى المسئولية الاجتماعية، ومساعدة الغير بأفكار مبتكرة قابلة للتنفيذ بجانب الدور الإعلامى المتميز. بولا تتبنى «حملة دفى» وهى تستهدف جمع المساعدات العينية وتوزيعها على المحتاجين قبل اقتراب فصل الشتاء، ورفعت شعار «من خيرك ساعد غيرك» وستكون يوم 26 نوفمبر الحالى فى ساحة الشهداء بوسط بيروت للعام الثالث على التوالى، حيث يتلقى المنظمون للحملة المساعدات من جميع المواطنين وفى نفس اليوم يتم فرزها وتقديمها لكل محتاج حسبما كتبت هى على صفحتها . طبيعى جدا أن يثق الناس فى الشخصية المشهورة التى تتمتع بالقبول، لكن المهم هو المبادرة والإحساس بالآخر، وحث الناس على المشاركة فى عمل الخير ودفعهم دفعا إليه . وتحظى بولا يعقوبيان بالشهرة والقبول فى لبنان، وهى نموذج للإعلامية التى تخلص لمهنتها، وتعطى كل جهد ممكن من أجل الموضوعية والوضوح فى الرسالة الإعلامية، وفى الوقت نفسه لها رصيد جعلها تعبر الحدود الضيقة للتصنيف الطائفى فى المواقف السياسية. وربما كانت فرصة الحوار المهم الذى أجرته من الرياض مع سعد الحريرى رئيس وزراء لبنان تأكيدا جديدا على مهاراتها فى الحوار التليفزيونى والثقة فى النفس، والقدرة على طرح السؤال الشائك بنبرة لا تحمل معها أذن المتلقى قسوة اللحظة أو انفجار اللغم ، هى مهارات تكتسب بالممارسة والتدريب المستمر وفضيلة البحث عن الجديد وعدم الوقوف فى محطة الشهرة أو الشعور بالذات . بولا يعقوبيان تصنع السهل الممتنع فى حوارها، وتتحدث دوما عن روح الفريق فى العمل، حتى لا تنسب على الدوام النجاح للفرد وإنما للمجموع . فى لبنان كما فى مصر هناك كبار فى عالم الحوار التليفزيونى وبالطبع فى كل أقطار الوطن العربى، هؤلاء هم من يقع على عاتقهم مهمة استمرار موضوعية الصورة الإعلامية والابتعاد بها بعيدا عن الحسابات الضيقة، أو تغييب الحقيقة لمصلحة صغيرة قد تكون كبيرة الأثر السلبى على مصالح وطن وشعب. ويبقى الأمل فى قلوب الخير . لمزيد من مقالات ماهر مقلد;