الجانب الإيجابى فى حديث الإرهابى الليبى عبد الرحيم المسمارى مع عماد أديب أن اعترافاته لم تدع مجالاً للجدل حول حقائق كان البعض يُصرّ على الطعن فى صحتها، عن المخاطر الإرهابية المحققة على أمن مصر وشعبها من داخل الحدود الليبية، وعن التخطيط المركزى من هناك لأعمال إرهابية على أرض مصر، وتكليف إرهابيين للقيام بها وتمويلهم وتوفير احتياجاتهم ثم متابعتهم نحو الغرض وتوجيههم عن طريق أحدث وسائل الاتصال، بهدف إيقاع ضحايا مصريين والنيل من هيبة مصر والتشكيك فى قدرتها على حماية أمن مواطنيها وزوّارها، مع ذكر ما يؤكد أن هناك إنفاقاً سخياً على هذا الإرهاب، مع غموض مصادر التمويل على الإرهابيين الصغار، ويُضاف إلى كل هذا ما أبداه الإرهابى من ضحالة تكوينه المعرفى وخصائص الانقياد فى شخصيته..إلخ إلخ. بالمعلومات التى وفرّها الإرهابى، يمكن الآن للمتخصصين أن يحسبوا بدقة تكلفة هذه العملية التى خرجت فى سيارات دفع رباعى محملة بعدد من الإرهابيين مدججين بأحدث الأسلحة، منها مدافع مضادة للطائرات وصورايخ لمواجهة المدرعات ومؤن ووقود تكفيهم لفترات طويلة داخل الصحراء، ومعهم حقيبة مملوءة بالأموال..إلخ! فإذا وضعنا فى الاعتبار ما قاله الرئيس السيسى فى مايو الماضى عن نجاح الجيش المصرى فى تدمير نحو ألف سيارة دفع رباعى بإرهابييها فى عامين فقط، يمكننا أن نقدر مبدئياً المليارات المرصودة ضد مصر من جبهة ليبيا وحدها! ولنا أن نتصور الميزانيات الفلكية التى أوقفها البعض على عدة جبهات ضد اختيارات الشعب المصرى لأنه أصر على الإطاحة بحكم الإخوان. من ناحية المبدأ، ليس هناك تحفظ على إظهار الإرهابيين على الشاشة لتبصير الرأى العام بالحقائق المرة، على أن يُستفاد من الأخطاء الكبيرة فى حلقة الإرهابى الليبى، خاصة أنه كان من الأفضل التركيز على تفاصيل الجوانب الخططية التى تكشف طبيعة الخطر وحجمه، وتُقنِع الخارج بمنطق الدولة المصرية وأجهزة أمنها فى وجوب التصدى بكل قوة ضد الإرهاب. وأما أضعف الأجزاء فى الحوار فكانت عندما أتيح للإرهابى فرصة أن يعرض أفكاره دون مواجهة قادرة على إفحامه، برغم تهافتها وسهولة دحضها! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;