الأطفال هم زينة الحياة وسر السعادة واكتمال الفرحة للأسرة وهم المستقبل القادم وبنيان الأمة، لذلك يحتفل العالم بهم فيما يسمى بعيد الطفولة أو اليوم العالمى للطفل والذى أعلنت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1989م حيث يصادف هذا اليوم العشرين من نوفمبر من كل عام، وتم اعتماد هذه الاتفاقية العالمية من أجل حماية حقوق الطفل فى كل أنحاء العالم. ومن أبرز حقوق الطفل التى نصت عليها هذه الاتفاقية الحق فى عيشة حياة كريمة والحصول على الجنسية وعلى الرعاية والاهتمام الكافى من ذويه وحرية التعبير عن آرائه الشخصية والحماية من جميع أشكال الاستغلال والتنكيل وعدم التعرض الى خصوصياته وحماية حياته. يقول د. مصطفى رجب أستاذ أصول التربية بجامعة سوهاج ومقرر لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة إن مصر من الدول التى تحتفل بيوم الطفل أو عيد الطفل فى العشرين من شهر نوفمبر من كل عام وهو اليوم الذى حثت فيه الحكومات على سن قوانين تحمى الطفل من العنف وتضمن له حقوقه من النشأة المستقرة أسريا ومجتمعيا ومن العيش فى أمن واطمئنان والبعد عن الاضطرابات التى تهدد المستقبل ورعاية الأم والطفل قبل الولادة وبعدها لينشأ فى صحة وعافية. ويضيف أن حقوق الطفل فى مصر سواء كانت فى المعرفة أو الحنان أو النشأة فى بيئة سوية وممارسة الحياة بمرح واللعب يقضى عليه نظام التعليم فى مصر لأن الجانب التربوى انتهى من المدارس، على الرغم من أن الوزارة تسمى وزارة التربية والتعليم ويتلقى الطفل معلومات عن طريق المناهج الدراسية لا صلة لها بحياته ولا يوجد فى المدارس وقت للأنشطة حتى إنه عند بناء فصول جديدة يتم اقتطاع جزء من الملعب، وهناك 100 مدرسة فقط من بين 150 ألف مدرسة فيها مسرح لتقام عليه الأنشطة الفنية بالإضافة الى التنشئة العشوائية فى المنازل إذ تسلم الأسرة أطفالها للتكنولوجيا الحديثة بدون أى متابعة. لذلك يقترح د. مصطفى متابعة سلوك الطفل وليس تقييده من الأسرة كما إنه لابد أن يغير المجلس القومى للطفولة والأمومة من برنامجه وسياساته وأن يتقدم بتشريعات ومشروعات قوانين للبرلمان تجعل وزارة التربية والتعليم تضع بالإضافة الى المناهج الدراسية التقليدية أنشطة تساعد على بناء الطفل وتنشئته نشأه صحية، كما يجب إعادة مكتبة الأسرة والاهتمام بإصدار مجلات وقصص ملونة ترغب الأطفال فى القراءة على أن تكون بأسعار مناسبة. ويلقى د. مصطفى رجب نظرة عامة على أوضاع الطفل فى بلدان العالم فإن أوضاعه تزداد سوءاً، فكثير من الأطفال وخاصة فى الدول النامية يلقون حتفهم لأسباب مختلفة كإصابتهم بأمراضٍ يمكن لهم الشفاء منها، لكن قلة الرعاية والاهتمام تفقدهم حياتهم، وكذلك نتيجة العنف الذى يمارس ضدهم أو نتيجة الحروب والصراعات، وكذلك الأعمال التى تؤثر سلباً على صحتهم وحياتهم، وقد زادت أيضا نسبة الأطفال المتسربين من المدارس بسبب الحروب والفقر وعدم توفر الأساسيات للتعليم كالزى المدرسى والأدوات المدرسية، وكثير من الأطفال مشردون بلا مأوى فى ظل البرد الشديد والحرارة الشديدة والكثير منهم غرقوا فى البحار كما فى سوريا وذلك عند هجرتهم وهروبهم من نيران الحرب وكثير منهم تعرض للتحرشات الجنسية والمضايقات. كذلك اتجه كثير منهم الى العمل وهم دون سن التاسعة من أجل مساعدة الأهل فى توفير القوت اليومى وخاصة مما يعانون من الفقر خاصة بعد فقد المعيل. وكانت المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة المعنية بحقوق الطفل فى مصر قد رصدت 415 حالة انتهاك ضد أطفال خلال شهر أغسطس الماضى بواقع 237 قضية تم تداولها إعلاميا تراوحت بين القتل والاختطاف والاغتصاب والغرق.