صوت الحب والوفاء والأصالة والفن الرفيع والنغم الأصيل التى اسمها شادية.. التى غنت لمصر أول ما غنت وشدت للعبور والنصر.. واسترداد الأرض والعرض.. التى قالت وأبدعت وعبرت وغنت وشدت بصوت البلابل عبارتها الرقيقة التى لا تتكرر.. والتى صاغها بأحرف من نور العزيز الغالى الشاعر الغنائي: مصطفى الضمراني.. تباهيا بمصر وفخرا أمام الأمم والممالك: أصله ماعداش على مصر..! ياحبيبتى يامصر.. يامصر.. ماشافش الولاد.. السمر الشداد.. ولا شاف النيل فى أحضان الشجر.. هذه الفنانة العظيمة.. بنت الأرض الطيبة وصوت الحب والأمل.. والليل والنخيل.. التى سبق الرئيس عبدالفتاح السيسى والسيدة حرمه كل المصريين إليها.. فى بادرة طيبة منهما لتكون هى أول محطة يقفان عندها بعد عودتهما من مؤتمر الشباب الرائع الذى أذهل العالم وأدهشه فى شرم الشيخ.. ولايزال وهى راقدة غائبة عن الوعى فى سرير مرضها فى مستشفى الجلاء العسكرى لاتكاد تدرى من حولها شيئا ليقولا لها: سلامتك يابنت النيل.. ياصوت مصر.. ياقصيدة الحب وقيثارة الوفاء وكتاب الأصالة والفن الرفيع.. والفنانة شادية التى توقف عندها الرئيس والسيدة حرمه.. ليقولا لها نيابة عن أهل مصر كلهم: سلامتك يابنت النيل والفن الأصيل.. فى لفتة إنسانية غير مسبوقة ولا ملحوقة كما يقولون فى كتب الأدب.. «بلدياتي».. يعنى من بلدتى الجميلة التى اسمها القناطر الخيرية مفتاح الحياة والخير لدلتا نهر النيل.. وسكانها وهم نصف سكان مصر.. ورئة مصر كلها بحدائقها الغناء.. وإن كنا لم نلتق يوما هى وأنا لا صغارا ولا حتى كبار.. إلا كما يقولون لقاء الغرباء.. يعني.. عبر مكالمة تليفونية.. أو أغنية رقيقة.. أو من خلال فيلم سينمائى من أفلامها الجميلة هى فيه البطلة وأنا مجرد متفرج جالس على كرسى فى قاعة السينما.. بتذكرة دفعت ثمنها من جيبي! ولكن الفنانة شادية كانت لى معها وإن لم نلتق يوما إلا لقاء الغرباء محطات لا تنسي.. وهى كلها محطات فنية ثرية محفورة بأحرف من نور فى حياتى سمعا وغناء وتمثيلا وحضورا وتاريخا محفوظا.. . وفى حياة كل مصرى شرب من ماء النيل فارتوى وقال: هل من مزيد؟ المحطة الأولى ماهي؟ أنتم تسألون؟ والجواب هو: أغنيتها التى شدت بها من كلمات الصديق الشاعر الغنائى مصطفى الضمرانى بعنوان: «أصله ماعداش على مصر».. وكلماتها تقول: أصله ما عداش على مصر.. ولا شاف النيل فى أحضان الشجر.. ولا سمع مواويل فى ليالى السهر.. ولا شاف الولاد.. السمر الشداد.. أصله.. ماعداش على مصر.. ياحبيبتى يامصر.. يامصر.. وبكل أسف أنا لا أتذكر بقية أبيات القصيدة التى عنوانها ياحبيبتى يامصر.. شدو بلبل مصر الصداح الذى اسمه شادية.. ولكن المحطة الثانية والتى مازالت عالقة فى ذهنى متشبثة بوجدانى هى اغنيتها الخالدة التى صاغها شعرا أيضا الشاعر الغنائى الصديق مصطفى الضمرانى شفاه الله هو الآخر وعافاه والتى تقول كلماتها على ما أذكر منها: يا أقوى من الزمان.. يا أغلى من المكان.. لكن يامصر انتي.. عظيمة زى ما انتي.. جميلة زى ما انتي.. ولما كنا صغيرين.. كان لينا بيت صغير دايما نتقابل فيه كان لينا حلم أخضر.. فى قلوبنا عشنا ليه.. يا سلام .. من الأول يا ست الكل. ولأن شادية شاركت فى أفلام بلا عدد.. فقد جلسنا نحن أصحاب الجباة العالية من المفكرين والفنانين والرسامين والكتاب والشعراء فى جلستنا الاسبوعية واخترنا أحسن عشرة أفلام سينمائية فى تاريخ السينما المصرية التى كانت تجلس مختالة فخورة فى المعترك السينمائى الدولى إن صح هذا التعبير فى المقعد رقم ثلاثة.. بعد السينما الأمريكية والفرنسية.. وكانت تسبق حتى عهد ليس بالبعيد السينما الروسية والايطالية والهندية بالطبع.. كان من بينها فيلم شادية الرائع الذى لايتكرر والذى اسمه «المرأة المجهولة» الذى أخرجه محمود ذوالفقار عام 1959 نفس العام الذى تخرجت فيه أنا من قسم صحافة فى كلية آداب القاهرة مع العزيزة الغالية جيهان رشتي.. والذى قام فيه بالتمثيل أمامها كمال الشناوى فى دور رائع غير مسبوق ولاملحوق وشكرى سرحان وعماد حمدى وزهرة العلا وأخرجه محمود ذو الفقار.. ملحوظة: نفس العام 1959 الذى تخرجنا فيه من الجامعة ورشحنا دكتور خليل صابات للالتحاق بالأهرام بعد تخرجنا بوصفنا الأول والثانى على الدفعة كلها وعلى فكرة أنا كنت الثانى بعد جيهان الأولى ولكن جيهان أصرت أن تستمر فى الجامعة لتصبح أول عميدة لكلية الاعلام.. بعد فترة قضتها معى فى الاهرام! انتهت الملحوظة! أكاد أسمعكم تسألون: ماهى الأفلام التسعة الأخرى التى شاركت فيلم المرأة المجهولة قائمة الأفلام العشرة..؟ والجواب هى بالترتيب: 1 العزيمة: قصة وسيناريو واخراج كمال سليم الفنان الذى فقدته السينما العربية وهو لم يبلغ الثلاثين من عمره بعد تمثيل فاطمة رشدي، حسين صدقي، أنور وجدي، مارى منيب، عبدالعزيز خليل وزكى رستم، (وهو من وجهة نظرى المتواضعة أحسن فيلم مصرى حتى الآن.. ولو كره الكارهون.. لأسباب ليس مكانها هنا الآن.. لأنها تحتاج صفحات ومجلدات): 2 البؤساء: قصة فيكتور هوجو بنفس الاسم. تمثيل: عباس فارس، أمينة رزق، سراج منير وفاخر فاخر عام 1944. 3 السوق السوداء: اخراج كامل التلمساني.. تمثيل عقيلة راتب، عماد حمدي، زكى رستم وعبدالفتاح القصرى عام 1946.. 4 غرام وانتقام: قصة وسيناريو واخراج وتمثيل: يوسف وهبي، اسمهان، أنور وجدى ومحمود المليجي. وهو فيلم يسجل رحيل اسمهان بالموت غرقا.. فيآخر لقطة من الفيلم! 5 غزل البنات: قصة وسيناريو نجيب الريحانى وبديع خيري.. تمثيل نجيب الريحاني، ليلى مراد، أنور وجدي، محمود المليجى واستيفان روستي.. اخراج: أنور وجدى عام 1949. 6 الماضى المجهول تمثيل أحمد سالم، ليلى مراد وبشارة واكيم.. اخراج أحمد سالم عام 1946 7 رصاصة فى القلب: قصة توفيق الحكيم سيناريو واخراج محمد كريم.. تمثيل: راقية ابراهيم، محمد عبدالوهاب، سراج منير وعلى الكسار عام 1944. 8 صراع فى الوادى قصة وسيناريو: على الزرقاني.. تمثيل: فاتن حمامة، عمر الشريف وزكى رستم وفريد شوقى .. اخراج: يوسف شاهين. 9 ريا وسكينة: قصة نجيب محفوظ اخراج: صلاح أبوسيف.. تمثيل: نجمة ابراهيم، زوزو حمدى الحكيم، أنور وجدي، فريد شوقي، سميرة أحمد، برلنتى عبدالحميد وزينات علوى عام 1973. 10 غرام فى الكرنك وهو أحسن فيلم غنائى راقص مصرى تمثيل: محمود رضا وفريده فهمى وعبد المنعم ابراهيم وامين هنيدى واخراج على رضا. 10 مكرر حياة أو موت: قصة وسيناريو واخراج: كمال الشيخ تمثيل: يوسف وهبي، عماد حمدي، مديحة يسرى والطفلة المعجزة ضحى أمير. 10 مكرر أيضا : درب المهابيل: قصة نجيب محفوظ سيناريو عبدالحميد جودة السحار.. تمثيل: شكرى سرحان، برلنتى عبدالحميد وعبدالغنى قمر.. اخراج: توفيق صالح.. ما رأيكم دام فضلكم فى السينما المصرية عندما كانت رقم ثلاثة على العالم.. ترى ماهو ترتيبها الآن..؟ «واللا من غير ترتيب على الاطلاق.. يعنى فى الهواء الطلق»! ولاننسى هنا فيلم شادية الرائع المرأه المجهولة التى أبدعت فيه تمثيلا وغناء.. وقدمت صورة الأم التى تضحى بنفسها من أجل ابنها الوحيد.. كانت قمة فى التمثيل والاداء الرائع.. وتستحق منا تصفيق حاد متواصل. عزيزتى شادية أيقونة الغناء وقيثارة الفن وكروان الطرب.. سلامتك.. ألف سلامة.،. ولا تحرمينا بالله عليه من صوت البلابل.. وتغريد العصافير الخضر.. فى زمان كثر فيه نقيق البوم وصخب أبو قردان وضجيج الغربان!{ لنصلى كلنا من أجلها .. فقد أعطت فأغدقت .. وغنت فأبدعت .. صلوا معى من أجلها ورددوا: ربنا معاكى يا قيثارة الحب والوفاء Email:[email protected] لمزيد من مقالات عزت السعدنى;