13.4 مليون وثيقة ،كشفت عنها أخيرا صحيفة سودويتش تسايتونج الألمانية فيما عرف بتسريبات «أوراق الجنة» ،تعيد أزمة ما عرف بوثائق بنما التى أطاحت بمسئولين فى دول عديدة ،وبرغم الاختلاف بين الفضيحتين إلا أن التسريبات الأخيرة كانت كاشفة فقط ولا تدين أحدا ،مثل ملكة بريطانيا التى كشفت الوثائق عن استثمارها أكثر من 10 ملايين جنيه استرلينى فى أماكن تعرف بالملاذات الضريبية ،من دون أى مخالفة قانونية ،ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هو لماذا إذن يجب أن نهتم؟! ..يقول منتقدو هذه الأنشطة إن الأمر تشوبه سرية فائقة، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام اختراق القانون وعدم المساواة.وعندما يتعلق الأمر بعمل الحكومات للحد من هذه الأنشطة تكون خطواتها بطيئة وغير فعالة. وعندما يتجنب الأغنياء الضرائب، يدفع الفقراء الثمن: تلجأ الحكومات إلى استرداد ما تخسره من الأغنياء ومن الشركات عن طريق إخراجها من جلد الفقراء. ويقول ميج هيلير، نائب رئيس حزب العمال فى بريطانيا ورئيس لجنة الحسابات العامة لبرنامج تليفزيوني: «نحن بحاجة إلى رؤية ما يجرى فى الخارج، ولو لم تكن هذه النشاطات سرية لما كانت هذه التسريبات .. نحن بحاجة للشفافية وبحاجة لتسليط الضوء على هذه الأمور». ..إذن هذه النشاطات ليست مخالفة للقانون لكنها غير أخلاقية ،لأنها تمارس التهرب الضريبى وتعمل على اخفاء الأصول عن الدائنين ،والتلاعب بالبيانات المالية وانشاء صناديق مالية غير قانونية ،بالإضافة إلى غسيل الأموال!. ..بينما يرى الآخرون ممن يدعمون هذه النشاطات أنها «تحمى الناس ضحايا الجريمة أو الفساد أو الاضطهاد من خلال حفظ أموالهم». ..وتظل الملاذات الضريبية ،أماكن لا يلجأ إليها إلا الذين يعملون من وراء حجاب، وخلسة!. [email protected] لمزيد من مقالات ايمن المهدى;