ارتاحى ..كلمه تثلج الصدر رغم أنها تشير للانتظار إلا أنها تبشر بالأمل ولكن ماذا لو تحولت تلك الراحه الى عادة تأخد مسار الاستمراريه و البقاء مستريحا جالسا خانعا ناقما حاسدا لكل الخطوات التى تدب حولك باستفزاز وكأنها تخرج لك ألسنتها،وأنت تراقب الخطوات وتحفظ شكل حذاء كل خطوة وربما تقيم شخصية أصحابها وتصنع دراستك الخاصه بدبيب الخطوات ،وتحلل طبيعتهم وتتوقع تحركاتهم المقبلة،وتصبح فيلسوف عصرك وانت تستلقى على كرسيك دون عناء أو مجهود اعتدت أن تقوم به يوميا، وكنت تستيقظ لأجله كل صباح . كم تشتاق قدماى للسقوط فى (شبشها) المستلقي مرهقا بجوار السرير من عناء جهد اليوم السابق، كم تشتاق الى قذفه بفرحة فى وجه تسريحتى عندما أنجح فى الحصول على يوم عارضه من الشغل، يوم الاجازة المنتظر للراحة الاسبوعية من مشوار العمل ، لكنه كان متعه لقدماى لتذهب الى أماكن مختلفة فى صحبة الاصدقاء ، تختار لرحلاتها ما يريحها وما هو ليس مفروضا عليها ارتدائه فى فترة العمل ،فكم استمتعت باختياراتها لالوان كوتشيهات النادى والرحلات، وكم آنستنى أنوثتها وهى تمتطى صندل كعب عالى يبرز رشاقتى وشكل الفستان فى حفله عيد ميلاد وسهرة عشا مع أحدهم ، الذى لم أتذكر من كلماته سوي الثناء على خطواتى الرشيقه الخفيفة ، ولطالما تسببت تلك الخطوات فى قبولى للوظيفه بعد اثباتها لجدارتى فى الثقه ،و جعلتنى أحد ملوك واثقى الخطى، تلك الخطى لم تعد تنتمى الى، تركتنى لراحه مطلقه وكأنهاربطت قدمى بحجر صخرى ،وألقت به فى عمق الماء لكى لا تصعد قدماى الى السطح مرة أخرى وتنتفس هواءا طبيعيا، تركتنى لمشاعر البغض والضغينه وحسد كل من يستطيع أن تطأ قدماه الأرض دون عناء وهو لا يقدر ما به من نعمه ،ولا يسعنى الآن سوى التراجع عن هذه المشاعر التى تقتل أملى وتلوث مشاعرى تجاه ربى ورحمته ،فأحاول جاهدة طوال الوقت ان أغض نظرى وحقدى ع المارة،وأدعو لهم بدوام ثبات خطاهم على الأرض، أما راحتى فلعلها نعمة من نعم الله لكى تأخذ قدماى هدنه راحة بعد انقضاء عمر كان بمثابة ( كعب داير ) آن الآوان لكى تستريح قليلا ،سوف أربت عليها وأدللها لكى تمر فترة هدنتها بسلام وتنقى دمى من مشاعر البغض والحسد والضغينة ، لينطلق اليها نظيفا ينتشر فى اطرافى بسلاسه ،لكى أحصل على فرصه أخرى من الرب ويجعلها مجرد هدنه تمر بسلام . لمزيد من مقالات ناهد السيد;