لو علمت قطر السيناريو المعد مسبقا لمعركة الانتخابات على منصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو ما أنفقت هذه الملايين من الدولارات التى ضاعت هباءً منثوراً.. فى وقت يعانى فيه اقتصادها من مشاكل حقيقية وصعوبات جسيمة !! وحسنا فعل وزير خارجيتنا سامح شكرى عندما تقدم بشكوى رسمية إلى إيرينا بوكوفا مدير عام المنظمة الحالية لطلب التحقق من نزاهة الإنتخابات، وتقييم ما تم رصده من انتهاكات خلال فترة إجرائها, مشدداً على ضرورة التحقق من تلك الخروقات بشكل عاجل !! فقد تزامن ذلك مع تصعيد ضد «الرشاوى القطرية» حيث خرج أبناء الجاليات العربية والأجنبية المقيمة فى باريس بمظاهرات غاضبة أمام مقر منظمة اليونسكو بفرنسا احتجاجا على الرشاوى التى دفعتها قطر لبعض الدول, وهددوا باتخاذ خطوات تصعيدية إن لم يتحرك المجتمع الدولى للتصدى لهذا الفساد القطرى !! بيد أن «قواعد اللعبة الدولية» كانت فى تقديرى أكبر من دولارات قطر بل وأعمق من طموحات مصر.. فاللوبى الصهيونى الدولى لم يكن ليسمح لمرشح عربى مسلم أن يصل لهذا المنصب الرفيع لأسباب عديدة.. ولذلك فقد رصد ودرس وخطط مبكراً وبدقة لكيفية إدارة المعركة.. ولم يكن الدفع بمرشحة فرنسا فى هذه الانتخابات من قبيل الصدفة.. ولكن التربيطات والاتصالات و«التكتيكات» جعلت باريس تقدم على هذه الخطوة بالرغم من أن العادة جرت ألا تتقدم دولة المقر بمرشح لرئاسة المنظمة وهى واثقة من أن مرشحتها ستفوز فى ظل الإنقسامات والخلافات العربية والإفريقية من ناحية, وأموال الفساد القطرية من ناحية أخرى !! على أية حال.. لقد مرت المعركة بخسائرها ومكاسبها وخاضتها مصر بحرفية ومهنية عالية شهد لها الجميع.. بينما خاضتها قطر بانتهازية وفساد شهد به العالم أيضا.. وبقى لنا معرفة كيفية الاستفادة من هذه التجربة الثرية, ودراسة وتعلم كيف خطط قادة العالم من وراء الكواليس لهذه المعركة الشرسة .. وأن نعيد حساباتنا مع بعض الدول والتكتلات على أسس واقعية، وليس فقط على قيم الشرف والنزاهة والأخلاق التى نتعامل نحن بها .! [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى