يبدو أن زمن المؤامرة والأحقاد السياسية ضد مصر لم يتوقف أو يبلغ ذروته ويتجلى بأبشع صوره فى معركة اليونسكو الأخيرة ووضع العراقيل والحواجز أمام المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب، بل على العكس عشنا حالة مماثلة عام 2009 خلال معركة الوزير فاروق حسنى يومها وتعرضنا لنفس الطعنات والغدر، ومن أسف أيضا من أشقاء عرب حيث يتطابق نفس السيناريو الأخير لمشيرة خطاب وأن كان بصورة أكثر فجاجة وقبحا وتآمراً، وكان اللعب والمواجهة والثأرية والكيدية ضد مصر واضحا مع سيناريو فاروق حسنى، وان كان وقتها بأقل درجة حيث اللعب وتدبيج المؤامرات كان فى الغرف المغلقة وأسفل الطاولة انذاك. وبات لافتا أن مدعاة كل هذه الغيرة والأحقاد ضد مصر أن هذا الوطن صاحب تاريخ وثقافة وحضارات مديدة ويمتلك من الوزن الحضارى ما يفوق كل دول الشرق الأوسط مجتمعة، ويصنف من الدول الكبرى فى العالم الذى يحتوى على أرفع وأكبر إرث حضارى وثقافى، الأمر الذى يشعل تلك المؤامرات فى قلوب المرضى من بعض دول الاقليم. وإذا كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك قد قال عبارته الشهيرة لفاروق حسنى بعد هزيمته فى معركة اليونسكو «يا فاروق ارمى ورا ضهرك» أنذاك فان الصورة وجردة الحساب فى المعركة الأخيرة وما حدث للسفيرة خطاب تحتاج هذه المرة إلى وقفة منا مع الصديق والعدو وإجراء عملية مراجعة عميقة وتقييم شامل للوقوف على أسباب الإخفاق فى اللحظات الأخيرة وتلك الدول والأبواق التى كانت تقف وراءه وتغذى الحملات الإعلامية والدبلوماسية وحفلات التربيطات وضخ الأموال لإبعاد المرشحة المصرية عن منصة اليونسكو. وأنا هنا لا أقصد من وراء تلك المراجعة وجدوى الحساب عداء الدول أو شن الحروب عليها أو القيام بأعمال عدائية ضدها ولكن ما أقصده إجراء عملية الفرز لتحديد العدو من الصديق، ومن يجب الاعتماد أو الوثوق به، ومن يجب استبعاده من حساباتنا السياسية والدبلوماسية لمبادلته نفس المواقف والسياسات فى المنصات والمنظمات العربية والاقليمية والدولية وهى كثيرة ومعاركها عديدة وصاخبة وترشيحاتها متعددة ومتوالية. ولذا أرى أن يكون التحرك المصرى بعد معركة اليونسكو الأخيرة على محورين لكشف المستور، وفضح وكشف بعض الدول والجهات التى وقفت وعاندت تفوق المرشحة المصرية. وليكن المحور الأول عبر إصدار وزارة الخارجية كتابا أبيض تكشف فيه جهود الخارجية ومصر عموما لتزكية وتأييد ومؤازرة السفيرة خطاب ناهيك عن إماطة اللثام عن ألاعيب بعض الدول العربية ومسئوليها وموظفيها الذين خدعوا المرشحة المصرية وتخلوا عن وعودهم، وكذلك الدول الافريقية فى حين أن السفيرة خطاب كانت مرشحة القارة الافريقية ولا مانع فى هذا الكتاب الأبيض من تسجيل كل الوقائع بحرفية وبدقة وكشفها للجميع مع الاحتفاظ بما لا يخل بالعلاقات الجوهرية مع تلك الدول دون تجاوز أو تعكير لصفوها حتى يصبح المواطن المصرى على بينة بقصص الساعات الأخيرة وحقائق التربيطات وعمليات الشراء والبيع للدول ومندوبيها أثناء لحظة التصويت. أما المحور الثانى فيجب أن يكرس كل الجهد المصرى من الآن فصاعداً لتكسير أقدام قطر فى المنطقة، والتصدى لها على المستوى الدولى من خلال التعاون مع دول الرباعى العربى صاحبة العقوبات الحالية ضد الدوحة لتعرية وفضح كامل المؤامرات القطرية بامتياز، وليكن التحرك القادم بلا منازع رص الصفوف لمصر وهذه الدول ووضع استراتيجية متكاملة لضرب قطر فى مقتل وحرمانها من تنظيم واستضافة كأس العالم 2022 حيث إن كل الظروف مهيأة والمعطيات متاحة حاليا لإنهاء علاقة قطر بهذا الملف حيث فضائح الرشاوى ضدها الآن وفتح الملفات بشأن فضيحة قنوات بى أن سبورت لشراء حق بث كأس العالم السابق والقادم حدث ولا حرج. مع الأخذ فى الاعتبار أن العالم بأسره متفق الآن ضد قطر ليس بسبب فسادها أو حقها الحصرى فى امتلاك فضائح الرشاوى عبر دبلوماسية دفتر الشيكات بل بسبب تورطها وإدانتها وجرمها المعهود والمسجل الآن لدى استخبارات معظم دول العالم صوت وصورة فى تبنى وتشجيع وتخطيط . وبالتالى يجب أن تكون القاعدة الحاكمة لسياسة مصر من الآن فصاعداً لحكام قطر مادمتم أنكم لا تريدون التوقف عن مثل هذه المغامرات والممارسات الصبيانية ضد مصر فيجب أن تحاسبوا وتسددوا أثمانا وتدفعوا فواتير باهظة جراء مؤامراتكم ضد مصر ولتكن جولة سحب كأس العالم 2022 منها أول التحركات، ثم تفعيل العقوبات بطردها من الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامى وسائر المنظمات الإقليمية كخطوة أولى خاصة وأننا فى مصر نريد التفرغ لبناء وطننا، ونسابق الزمان لعودة الحضور والمكانة لمصر داخليا وخارجيا، وبالتالى لن نسمح لمثل هذه النتوءات فى قطر أو غيرها أن تعرقل أو تمنع مصر من الانطلاق ويجب ألا يكون قدر مصر أن تحمل كل أخطاء وخطايا العرب، وأحيانا جنوحهم كل الوقت.. بل حان وقت العقاب ودفع الحساب من قبل قطر وأمثالها. لمزيد من مقالات أشرف العشري;