عندما يرتبط الفنان بموطنه الذي ولد ونشأ فيه فإنه يعمل علي الارتقاء بوطنه والنهوض بأهله قدر إمكانه, وهو في ذلك ينظر الي موطنه هذا بعين الفنان المبدع فيري في قريته او مدينته ساحة للفن يجب ان نحافظ علي ما فيها من تراث.. وهكذا فعل الفنان الاسيوطي سعد زغلول الذي ولد في اسيوط وانتقل للقاهرة وأقام بين حي السيدة زينب والجيزة وعمل مصمما لطوابع البريد بمصلحة المساحة لكنه سرعان ماعاد الي بلده بأسيوط وعمل فيه رساما ومشرفا فنيا و محررا بمجلة صوت الجماهير واقام اول معرض في الهواء الطلق علي سور أحد القصور بأسيوط. وبعد رحلة طويلة مع الفن وإقامة المعارض الخاصة به في كثير من العواصم العالمية عاد ليؤسس بيت التلي في اسيوط عام1994 كأول مركز لحماية التراث في بلده اسيوط من خلال هذا الفن الشعبي اليدوي الذي يتطلب مهارة عالية يمكن استخدامها في الحاضر والمستقبل دون المساس بأصولها الموروثة, فهذا الفن اشتهرت به اسيوط التي تقع في قلب صعيد مصر, فقد صنعت منه المرأة الاسيوطية انواعا من المطرزات بخيوط الذهب والفضة وماشابها من معادن استخدمتها في صناعة الزي المحبب لها في المناسبات السعيدة. لكن تدريجيا اندثر هذا الفن وكاد يختفي تماما حتي أسس الفنان سعد زغلول بيت التلي بأحد الاحياء الشعبية بأسيوط بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية, ليكون بمثابة مشروع يمتزج فيه الفن والاقتصاد, والثقافة واستثمار الطاقات الابداعية لدي اهل الصعيد, وبالفعل بدأ المشروع يؤتي ثماره ليس فقط الاقتصادية وانما ايضا الثقافية ليكون نموذجا ندعو الفنانين للاقتداء به ونشره في مختلف اقاليم الجمهورية وليكون لهم دور بناء في الارتقاء بمجتمعاتهم ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وليكون الفن التشكيلي قاطرة للاقتصاد القومي.