فى زحمة الحياة وهمومها وازماتها، لابد للإنسان من محطة لالتقاط الأنفاس، وإعادة شحن الروح بجرعة إيمانية تشبع النفس طمأنينة وراحة، وتعيد صياغة الأولويات وترتيب الأفكار والعلاقات الدنيوية، من هنا فإن رحلة الحج إلى بيت الله الحرام هى محطة الوصول إلى هذه المعادلة الصعبة، فى ظل مجتمع مادى يحكمه الصراع على كل شيء، الحج نعمة كبيرة من الله لمن يختاره لزيارة بيته الحرام والوقوف بالمشهد العظيم يوم عرفة، الملايين تلتقى فى ساحة المسجد الحرام وحواليه من كل بقاع الأرض، تلهج بالدعاء وتقيم الصلوات وتسبح بحمد الله وحده وتشهد أن محمدا رسول الله أدى الأمانة وصدق الرسالة، بكل لغات العالم تسمع الذكر والتسبيح والاستغفار، فى أضخم مؤ تمر سنوى ليس فيه متحدثون رسميون أو رؤساء يعقدون الجلسات ويطلقون التصريحات، الكل هناك سواسية ولا مقصد الا الدعاء بالغفران والقبول . الحج هذا العام كان رائعا بحق، التنظيم محكم والتفويج إلى المشاعر المقدسة كان سلسا رغم الأعداد الكبيرة التى لم يشهدهاموسم الحج من قبل، هناك إيد محترفة وعيون يقظة وعقول ذكية ترصد أماكن الاختناقات ومواطن الصعوبات وتذللها على الفور، على مدى الرحلة التى استغرقت نحو الأسابيع الثلاثة لم يشعر الحجاج وأنا أحدهم بمنغصات أو مايعكر صفو هذه الرحلة الإيمانية، ندعو الله أن يمكن كل من طلب حج البيت الحرام من زيارته، كما ندعوه أن يوفق ولاة الإمر فى المملكة العربية السعودية للمزيد من حسن إدارة وتنظيم أضخم مؤتمر سنوى للمسلمين حول العالم، ونتمنى لهم التوفيق والسداد فى كل خطواتهم على ما قدموه من تيسيرات لحجاج البيت الحرام . لمزيد من مقالات أحمد عبدالحكم;