رانيا ربة منزل فى الأربعين من عمرها نشأت فى أسرة مكونة من ستة أفراد ولديها ثلاثة أشقاء ذكور، وأمهم ربة منزل وأبوهم يعمل مدرسا وحصل على عقد منذ سنوات للعمل فى ليبيا فانتقلت الأسرة للإقامة معه فى هذا البلد واستقروا هناك إلى ان كبر الأبناء وشق كل منهم طريقه، وتزوجت رانيا شابا ليبيا وأنجبت منه طفلين عمراهما خمس وثلاث سنوات، كما تزوج أشقاؤها وأصبح لكل منهم أسرة مسئول عنها ولكن لم تهنأ رانيا بزيجتها فطلبت الطلاق إذ لم يكترث زوجها بشئون بيته وانتهج سياسة «اللامبالاة» والهروب من المسئولية وعادت للإقامة مع أبويها برفقة طفليها وفى هذه الأثناء تعرضت أمها لبعض الآلام فاصطحبتها إلى أحد الأطباء هناك ووصف لها بعض الأدوية ولكنها مع مرور الوقت لم يطرأ عليها أى تحسن، بل زادت حالتها سوءا فأشارت على أبيها بالسفر إلى مصر لعلاج أمها وأنه قد حان الوقت للعودة إلى أرض الوطن خاصة أنه لم يعد مستقرا فى عمله بسبب التوتر والحروب المشتعلة فى ليبيا الآن، لكنه رفض وآثر الاستمرار على هذه الحال فعادت بصحبة طفليها وأمها إلى القاهرة وهنا بدأت فصلا جديدا من معاناتها، حيث عرضت أمها على أحد الأطباء وخضعت للفحوص واكتشفت أنها مصابة بأورام خبيثة فى الغدد الليمفاوية وأجريت لها جراحة لاستئصالها وبعدها خضعت للعلاج الكيميائى والإشعاعى ومع ذلك لم تتحسن حالتها وانتشر المرض الخبيث فى بطنها فوصف لها الطبيب علاجا جديدا عبارة عن حقنة mabthera وأقراص lenalidmide 10مجم ويصل سعرها إلى ثلاثة عشر ألفا وخمسمائة جنيه ولكن لم تستطع رانيا توفير هذا المبلغ على الإطلاق خاصة بعد ان أنفقت مبالغ طائلة لتوفير ثمن جلسات الكيميائى، لها فطالبت من أحد المسئولين بالمستشفى علاجا على نفقة الدولة فرفض بحجة ان المريضة تعدت سن الستين! وهكذا أغلقت كل أبواب الرحمة فى وجهها فوالدها لا يعمل وباع أشقاؤها مايملكون فى سبيل توفير علاج أمهم. وهكذا تصارع رانيا تقلبات الحياة العصيبة وكل ما ترجوه هو مساعدتها فى نفقات علاج أمها، وليس من المقبول رفض علاجها على نفقة الدولة بحجة أنها تجاوزت سن الستين فهل يعقل هذا وأين وزير الصحة والمسئولون فى الحكومة؟! إيناس الجندى