شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الاحتفال بمرور75 عاما علي إنشاء الجهاز المركزي للمحاسبات اليوبيل الماسي, وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة. وقد قام الرئيس بالتوقيع في سجل التشريفات الخاص بمناسبة الاحتفال باليوبيل الماسي للجهاز المركزي للمحاسبات, وسجل الرئيس كلمة بمناسبة مرور75 عاما علي تأسيس الجهاز. وقد شهد الرئيس, خلال الاحتفالية, فيلما تسجيليا عن تاريخ الجهاز المركزي للمحاسبات, حيث تم إصدار قانون في17 أغسطس1942 لإنشاء ديوان المحاسبة, وعرض الفيلم دور الديوان علي مر عصور مصر, ثم استبدل اسم ديوان المحاسبة سنة1960 بديوان المحاسبات, وتم إلحاقه كهيئة مستقلة برئاسة الجمهورية, وفي عام1964 سمي بالجهاز المركزي للمحاسبات. وألقي المستشار هشام بدوي رئيس الجهازكلمة, خلال الاحتفالية, رحب فيها بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي للذكري75 لميلاد واحد من أعرق الأجهزة الرقابية علي مستوي العالم. وأضاف أنه منذ إنشاء الجهاز قبل منتصف القرن الماضي كانت هناك إشارة مبكرة في تاريخ مصر الحديث إلي نضج التنظيم الإداري وكان الحدث شاهدا علي معالم نهضتنا الحديثة بدأتها مصر منذ نحو ما يزيد علي200 عام عرفت خلالها التنظيم الدستوري لأصول الممارسة السياسية والنيابة وأقامت تمثيلا قضائيا رفيعا ووضعت نظما مالية وإدارية محكمة. وأشار إلي أن الجهاز ظل منذ نشأته يمارس دوره الوطني الفاعل في تقييم الأداء الحكومي العام وترشيد السياسات المالية والكشف عن العديد من وقائع الفساد. وأضاف المستشار هشام بدوي أن النظم السياسية والحكومات المصرية المتعاقبة طوال هذا التاريخ لم تكن علي وتيرة واحدة سواء في انحيازها الاجتماعي والاقتصادي أو في رؤيتها للصالح العام أو في مكافحتها للفساد. وقال إن الله قضي لمصر وشعبها العظيم ما يستحقونه من خير وما يليق بهما من رفعة ومكانة, فتحل الذكري ال75 ليصغي الرئيس السيسي إليكم ويتلقي منكم بآذان واعية ما طرحتموه من رؤي عبرت عنها مواقفكم الوطنية, استمع إليكم وأجابكم فيما دعوتموه إليه من عمل شاق لمواجهة معركة من معارك التنمية والبناء لم يعد ممكنا إرجاؤها أو الالتفاف عليها, وفهم عنكم ما نبهتم إليه من تحديات جسام وسلبيات تراكمت زمنا طويلا لم تجد من يتصدي لها إما عجزا عنها وإما خوفا من المواجهة فبدأت تتفاقم حدتها واستثمرتها قوي ظلامية أرادت بنا السوء لتحول بين شعبنا وتطلعاته لاستعادة دوره الرائد ومكانته التي رفعته إليه المقادير. وأشار إلي أن الجهاز استمع إلي الرئيس فيما أكده من استحقاقات للحظة الراهنة بإعادة الاعتبار لقيمة الرقابة والمساءلة, واستجابة لما أطلقه الرئيس من برامج العمل الوطني لتنشيط الجهاز في أطر اختصاصية لفحص العديد مما تم إنجازه وما هو قيد الإنجاز من مشروعات قومية كبري أبرزها المشروعات الكبري في قطاع الطاقة الكهربائية, التقدم في أعمال حقل ظهر والذي يعد واحدا من أكبر اكتشافات الغاز عالميا, والمشروعات الاقتصادية الجارية بقناة السويس والمشروعات التنموية بمحافظات القناة, بالإضافة إلي المشروعات الخاصة بالنقل الجوي والبري ومشروعات الشبكة القومية للطرق, ومشروعات البنية الأساسية والإسكان الاجتماعي ومشروعات تطوير المناطق العشوائية الممولة بمساهمات من صندوق تحيا مصر بجانب المبالغ المتاحة من صندوق تطوير المناطق العشوائية. وأضاف أنه كان من ثمرة تلك الإنجازات وخلال النصف الأول من العام المالي الحالي بلغت نسبة زيادة المصروفات في الموازنة العامة للدولة نحو9.9% بينما بلغت نسبة الزيادة في الإيرادات العامة للدولة عن نفس الفترة14.4%, مما يشير إيجابيا نحو خفض عجز الموازنة. وقال المستشار هشام بدوي: إن فوائد الميزان الكلي للمدفوعات ارتفعت بقيمة7 مليارات دولار بعد أن كان العجز في ميزان المدفوعات في هذه الفترة يصل إلي3 مليارات و405 ملايين دولار, وتضاعفت الاحتياطات النقدية من العملات الأجنبية من16 مليارا و687 مليون دولار في30 يونيو2014 ليصل إلي36 مليار دولار في31 يوليو2017 وانخفضت معدلات البطالة في مقابل ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي. وأضاف أن الدور الرقابي للجهاز لم يتوقف عند حدود المراجعة والفحص, بل كان الجهاز سباقا إلي دراسة أسباب المخالفات لمنع تكرارها وإلي طرح الحلول الكفيلة بتصويب الأداء وتلافي سلبياته. واختتم المستشار هشام بدوي كلمته بتأكيد أن هذا الدور الإيجابي للممارسة الرقابية كان سيبقي عديم الأثر لولا اهتمام الرئيس بمقترحات الجهاز والتوصيات الصادرة عنه واستجابته السريعة للتوجيه بتنفيذها دعما من جانبه لهذا الدور الإيجابي, ولولا هذا الدعم ما استردت تقارير المراجعة والرقابة اعتبارها وما استعادت فعالياتها في محيط الشأن العام. وعقب كلمته, سلم المستشار هشام بدوي الرئيس السيسي درع الاحتفال باليوبيل الماسي بمناسبة مرور75 عاما علي إنشاء الجهاز المركزي للمحاسبات. ومن جانبه, ألقي رئيس ديوان المحاسبة بدولة الإمارات ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية العليا للرقابة الأنتوصاي الدكتور حارب العميمي كلمة أكد خلالها أن الجهاز المركزي للمحاسبات له دور فاعل خلال مختلف مراحل تطور مؤسسات الجهاز الحكومي ويعكس حجم الإنجازات والإسهامات التي قدمها الجهاز في المحافظة علي ممتلكات الدولة ومكافحة الفساد وإرساء مباديء الشفافية والمساءلة والحفاظ علي أموال الشعب. وأضاف أن الدور الريادي للجهاز يعد دورا استراتيجيا فاعلا لمساندة الأجهزة التنفيذية للدولة من أجل حسن استخدام وإدارة المال العام للوصول إلي الأهداف المرجوة بقدر كبير من الكفاءة والفاعلية بما يعود بالنفع علي البلاد. وأشار إلي أن العمل الرقابي أصبح يشغل حيزا كبيرا ليس علي المستوي الوطني فحسب ولكن علي المستوي الدولي, نظرا لارتكاز العمل الرقابي علي منظومة متكاملة من المعايير المهنية والأطر العلمية, مضيفا أن توصيات الأجهزة الرقابية تسهم في رفع كفاءة الحكومات من خلال حسن توظيف المخصصات المالية وكفاءة تنفيذ الموازنة العامة للدولة. وأشاد رئيس ديوان المحاسبة الإماراتي بالعلاقات التاريخية المتينة التي تربط الإمارات بمصر وخصوصية العلاقة التي تربط بين الجهاز المركزي للمحاسبات وديوان المحاسبة بدولة الإمارات والدعم والمشاركة التي حظيت به مختلف مؤسسات القطاع الحكومي بالإمارات علي مختلف مراحل الخطط التنموية من قبل أبناء الشعب المصري. واختتم رئيس ديوان المحاسبة بالإمارات كلمته موجها الشكر والتقدير للمستشار هشام بدوي رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات علي دعوته والحفاوة وكرم الضيافة وحسن التنظيم وجميع القائمين علي تنظيم ذلك الحفل.