بعد نحو أسبوعين تقريبا من وقف عجلة الإنتاج فى شركة غزل المحلة، عادت ماكينات المصانع إلى الدوران من جديد، لتنتهى أزمة كبيرة بين العمال من جهة والإدارة من جهة أخري، لم تكن تنتهى إلا بتغليب المصلحة العامة على الجميع، فالعمال لا يستغنون عن ماكيناتهم وإنتاجهم، وكلهم يعشقون تراب المصانع. وثمة مسألة غاية فى الأهمية، وهى استغلال بعض الحركات المشبوهة وجماعة الإخوان الإرهابية لقضية عمالية، لتعاود بث الفتن وتحريض العمال على وقف الإنتاج وعدم الذهاب للمصانع. ويحسب للحكومة تدخلها لحل الأزمة، كما يحسب لنواب المحلة سرعة التجاوب وعقد لقاءات مع جميع الأطراف حتى لا يتسع نطاق الإضراب، وهذا من المهام الرئيسية لنواب الشعب، وقد شهدنا أيضا أمرا محمودا فى أزمة غزل المحلة، وهو تدخل قدامى النقابيين بما لهم من خبرة فى مجال تمثيلهم العمال، ليقوموا بدور مهم فى تقريب وجهات النظر بين العمال والإدارة. وثمة مطلب مهم جدا بعد انقشاع الغمة، ويتركز فى عدم تصنيف العمال أمنيا من مثيرى الشغب رغم إدراكنا انغماس الجماعة الإرهابية فى الأزمة لإشعالها كى تثبت للبعض أنها لا تزال قادرة على تحريك الأمور. فالعمال الأبطال لم يتخلوا عن مصانعهم وماكيناتهم، ولكن كان لهم بعض المطالب، ثم تعود المياه لمجاريها بعد مفاوضات ماراثونية وضعت النقاط على الحروف. نخرج من تلك الأزمة بأن العمال غلبوا المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية، ليثبتوا ولاءهم لمصانعهم ووطنهم، وعدم تعطيل العمل واستئناف الإنتاج، لتعم الفائدة على الجميع. لمزيد من مقالات رأى الأهرام;