تشهد أروقة نادى هليوبوليس بمصر الجديدة، أحاديث وحوارات ساخنة بسبب لائحة النظام الأساسى للأندية الرياضية والتى تراهن عليها وزارة الرياضة مع اللجنة الأوليمبية لانتظام حركتى التغييروالتطوير داخل القطاع الرياضى بأكمله. وزارة الرياضة خاطبت أندية مصر لعقد جمعياتها العمومية ، من أجل وضع لائحة خاصة بها إن ارادت، شرط حضور ما لا يقل عن 7500 عضو من أعضاء الجمعية العمومية, وألا فإن وزارة الرياضة تكون مضطرة أن تفعل ذلك بنفسها من خلال لائحة عمومية تصلح لأندية محافظات بحرى وقبلي، مثلما تصلح لأندية الأسكندرية ومن باب الاحترام , أطلقت عليها الحكومة اسم «استرشادية». وكالعادة فى التشريعات، جاء التوقيت مأزوما, ومسلوقا.. فكل الوقت المتاح أمام الأندية أقل من ثلاثة أشهر بأسبوع، بدأ مع امتحانات الثانوية العامة وينتهى قبل عيد الأضحى بيوم.. أما الأزمة، بعيون كثير من الأعضاء، فتتمثل فى تعرض نادى هليوبوليس لهزة عنيفة فى شخصيته الاجتماعية والرياضية الراسخة منذ أكثر من قرن من الزمان اذا سكت الأعضاء ولم يحضر العدد المطلوب وبالتالي، يصبح السكوت «علامة الرضا» ويفتح النادى أبوابه للجنة الأوليمبية لتبسط حضورها باللائحة الاسترشادية التى ستتحول إلى قانون واجب النفاذ, يضع الأندية على الرف العلوى فى دولاب العمل اليومى الروتينى للجنة. الأعضاء, من مقاعد «الكروكيه» وردهات النادي، و«الممشي» حول ملعب الكرة, إلى جلسات السباحة والتنس، ومن كل مكان بالنادي، مرعوبون من عدم اكتمال النصاب القانونى للجمعية العمومية المنعقدة اليوم، ويرون أن إكساب «اللائحة الاسترشادية شرعية القانون قد يفتح جرحا كبيرا فى الشخصية التاريخية للنادى العريق»، بمحتواها الثقافى الاجتماعى والرياضي. الخوف فى هليوبوليس، لا يخلو من توابل الاثارة والتحدي.. فقد شكل النادى لجنة قانونية شارك فيها بعض القضاة، مع نخبة من الشخصيات المرموقة من الأعضاء، لوضع لائحة نظام أساسى للنادي، تنسجم مع الدستور والقوانين العامة، وتمنح «الشخصية الاجتماعية الثقافية» للنادى رداء الوقاية من مخاطر العمل تحت مظلة دولاب الروتين الوزارى المكتظ بالمجاملات والاستثناءات ولوائح تسيير الأعمال المعطلة لحركتى التغيير والتطوير التى تسعى إليهما اللجنة الأوليمبية. الكرة الآن فى ملعب الجمعية العمومية لنادى هليوبوليس.. إما الحضور بكثافة اليوم للدفاع عن هوية النادى تحت شعار «الوقاية خير من العلاج», أو الغياب والحضور المتواضع وإفساح المجال أمام لائحة النظام الأساسى التى وضعتها اللجنة للسيطرة على القرارات الكبرى والمهمة داخل النادي. وباختصار..إما الحفاظ على ما استقرت عليه الأجيال المتعاقبة لأعضاء النادى منذ تأسيسه فى 1910, وإما بداية زمن جديد لأعرق أندية القاهرة ومصر، حيث يختلط الحابل بالنابل وتذوب داخله هوية النادي.. وينتظر الجميع «طبخة إنسانية» جديدة يطهوها التاريخ تحت نار العلاقات الاجتماعية الجديدة التى ستتشكل بعد إقرار اللائحة الاسترشاديٍة.