من الأعمال التى لفتت الأنظار فى ماراثون الدراما الرمضانية مسلسل «طاقة نور» حيث ركز على نماذج إيجابية يحتاج إليها المجتمع، وكان الضمير الذاتى لفريق العمل حاضرا بقوة واهتم بتقديم رسائل مهمة للمشاهد، ومن منطلق الدور التنويرى لجريدة «الأهرام» العريقة على مدار تاريخها المديد نظمت ندوة بقاعة توفيق الحكيم لأسرة مسلسل طاقة نور بطولة هانى سلامة وحنان مطاوع وأشرف عبدالغفور ونورين وإخراج رءوف عبدالعزيز وتأليف حسان دهشان وبدأ هانى سلامة بطل العمل كلامه قائلا: يشرفنى وفريق العمل وجودى فى «الأهرام» هذه المؤسسة العريقة التى كانت دوما ومازالت ترعى وتدعم وتساند القوة الناعمة وهذا ليس غريبا على مؤسسة الأهرام التى تحمل على عاتقها عبر تاريخها الطويل والمؤثر أهمية الدور الذى تقوم به تجاه الحفاظ على تقاليد المجتمع المصرى ووجودنا فى «الأهرام» لمناقشة عمل فنى أعتقد انه لقى النجاح والتقدير حيث تضمن مساحات تمثيلية وتنوعا وأكشن ونماذج إيجابية جعلتنا فى النهاية نفخر به، وأشار إلى أن البداية كانت من خلال خطة عمل محكمة وضعها المخرج رءوف عبدالعزيز بما لديه تطور فكرى وقدرة على الإبهار وإخراج طاقة الفنان، وكان ذلك أهم أسباب النجاح، ويضيف: هذا العمل المتنوع يؤكد أن مصر تمتلك القوة الناعمة ولكن لم تستغل الاستغلال الأمثل حتى الآن ويجب علينا تقديم النماذج الإيجابية التى تنير الطريق للمتلقى،وقد لمس «طاقة نور» قلوب الناس وتلقيت ردود أفعال إيجابية كثيرة وهذا أسعدنى والحقيقة أننى تمنيت ذلك ولكن لم أتوقعه بهذا الشكل الإيجابى الكبير، وأوضح سلامة: كنا نتشاور فى كل شيء مع المخرج والمؤلف، ولا أدعى البطولة وحدى ففريق العمل بالكامل هو البطل وأضاف: مشاهد الأكشن فى غاية الصعوبة وتدربت عليها من خلال مدرب محترف لتنفيذها بدقة متناهية، والحمد لله كل المشاهد أديتها حسب المطلوب منى وهذا توفيق من الله أولا ثم إصرار ، فلم أستعن بدوبلير، وعن مشاهد الصرع التى جسدها ببراعة فى المسلسل قال: أعتبرها من المشاهد المهمة والمؤثرة وقد لازمت طبيبا متخصصا للوصول إلى تنفيذ اللقطات بشكل جيد يتناسب مع الواقع تماما، ولكن أصعب المشاهد فى المسلسل هو مشهد قتل ابنتى وقد أجلت هذا المشهد المؤثر عدة مرات لصعوبته على نفسى فأنا فى النهاية أب. وأكد أنه يستعد للعام المقبل بعمل أصعب من «طاقة نور» وأتمنى أن يكون ما قدمته على الشاشة الصغيرة قد حقق المرجو منه وهو 3 مسلسلات حتى الآن كما هى الحال بالنسبة لى فى السينما والتى حققت فيها أهدافا كثيرة أرضى عنها تماما مشيرا إلى أن ما يهمه هو رأى الجمهور وليس استطلاعات الرأى التى تحكمها الأهواء والمصالح وفى النهاية لايصح إلا الصحيح. وقال المخرج رءوف عبدالعزيز عندما فكرنا فى هذا العمل كان أهم شيء بالنسبة لنا هو كيفية الحفاظ على قيم المجتمع المصرى وكيف نطرح قضيتنا ونماذج العمل المختلفة بحرفية عالية دون جرح لمشاعر المتلقى أو الانغماس فى المشهد حتى يصبح آفة يعشقها المشاهد وهذا ما حرصنا على الابتعاد منه وان تكون مشاهدنا واقعية وبسيطة تؤدى الغرض منها دون إسفاف أو دون تصدير لمشاهد العنف كما فعلت مسلسلات أخرى ولكن كان هدفنا كيف نسهم فى التوعية بمشكلات الإدمان أو التدخين أو حتى العلاقات غير السوية كل ذلك وضعناه فى إطاره وكنا ندرس المشهد الواحد دراسة متأنية حتى نصل للمتلقى برسالة توعية وعلى سبيل المثال عبرنا عن ذلك كثيرا بكيفية تعليم البلطجى لا كيف يمسك بالمطواة ولكن كيف لايمسكها ولايستخدمها من الأصل وهى رسالة واضحة فى مشاهد المسلسل، وأضاف: ان ثقتى فى قدرات هانى سلامة بلاحدود وراهنت على ذلك وكان الجميع متخوفا من مشاهد الأكشن وهل يستطيع هانى سلامة تأديتها خاصة انه فنان صاحب لون رومانسى وعاطفى ولكن هنا تظهر رؤية المخرج وقدرات الفنان والحقيقة كل ماطلبته من هانى فى أى مشهد كان يؤديه بامتياز وهى قدرات خاصة حيث أدى شخصية القاتل المجرم بتفوق واضح ثم تحولت الشخصية الى نماذج إيجابية فى المجتمع وكان على مستوى الحدث وهذا التنوع يحتاج الى فنان موهوب يمتلك القدرة على الوصول للمشاهد واقنعاعه فى كل الحالات وأنه يستطيع القيام بكل الأدوار على نفس المستوى ولذلك سيكون هانى سلامة مفاجأة رمضان المقبل بإذن الله فى عمل أكثر تحد وصعوبة من طاقة نور وأكد رصدنا الانحدار الأخلاقى فى المجتمع بشكل موضوعى وكانت لدينا رقابة ذاتية على كل مشهد نصوره وهذا يرجع لضمير الفنان والمخرج والكاتب ،والحقيقة كان التنسيق على أعلى مستوى فى كل خطوات تنفيذ العمل. وأكد ان المخرج لابد ان تكون لديه القدرة على الإدارة الفنية بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى حتى يستطيع السيطرة على جميع أدواته وهذا ماتحقق فى طاقة نور بكل حب وتعاون وإخلاص. وقال حسان دهشان مؤلف العمل :أهتم فى كتاباتى بما يدور فى الواقع فقد تربيت فى حى شعبى واقتربت من البسطاء والمهمشين ولذلك نماذج العمل موجودة تماما على أرض الواقع ودور المؤلف ان يصنع من هذه النماذج حكاية رصينة تعالج السلبيات ولاتساعد على انتشارها بشكل أو بآخر وأيضا ضمير الكاتب شيء مهم فى طرح القضايا دون تزييف والحفاظ على المتلقى من أساسيات تفكيرى فى أى عمل، وأكد: لم اكن متسلطا بل كان هناك تعاون وتشاور مستمر مع النجم هانى سلامة والمخرج رءوف عبدالعزيز فى كل كبيرة وصغيرة من أجل هدف واحد وهو تقديم الأفضل وان نجاح العمل نجاح جماعى ولا ينسب لفرد بعينه وأكد ان مشاهد الأكشن من أصعب ما يكون ليس فى الكتابة ولكن فى التنفيذ ولكن جاءت على أعلى مستوى من الأداء وقال نحن نصدق أى شيء فى أى عمل فنى عالمى وعندنا ثقة فى كل مشاهد الأكشن فى الأعمال العالمية وعندنا شىء اسمه عقدة الخواجه ولكن ما قام به المخرج رءوف عبدالعزيز من مجهود فى مشاهد الأكشن أعتبره شغل عالمى ونفذ هانى سلامة المشاهد كما يجب ان يكون بعد تدريبات شاقة منذ عدة شهور وقال: ان دور «حسيبة» موجود فى الواقع وموجود فى المجتمع الذكورى وهى حالة لاقت قبولا كبيرا لدى المشاهد، وأضاف: ان الواقع المصرى به الكثير من القضايا التى يمكن تقديمها على الشاشة وهذا ما فعله من قبل الأديب العالمى نجيب محفوظ والكاتب أسامة أنور عكاشة رحمة الله عليهما، فقد أردت ان أقول من هذا العمل ان من داخل الظلام يولد النور.