عندما يهل علينا رمضان نستعد له بدنيا، وعقليا ونهييء أنفسنا له، فمن كان فى خصومة مع أحد يبادر إلى إنهائها، ومن كان فى قطيعة يسرع الخطى لإزالتها، فالكل يتحمس ويسرع إلى إرضاء الله، فشهر رمضان من الأشهر التى يجب على المسلم الالتزام فيه بكل شيء من علاقته بالخالق إلى المخلوق، ويجاهد النفس، ويكبح جماحها حتى يفوز برضا الله، هذا هو روح رمضان يعم الأمن، والسلام والطمأنينة والسكينة على الجميع، ولكن أن يحدث العكس فهذا هو الكابوس الذى يسلطه علينا شيطان الإنس، فيصور للانسان أنه فوق البشر، ولابد من سحقهم جميعا حتى يكون له الخلود، ماحدث فى قريتى شنشور منذ أيام حيث قام بعض الأشخاص من إحدى العائلات بالتشاجر مع عائلة أخرى قبل الإفطار بساعة واحدة، وذهبوا إليهم أمام بيوتهم متصورين أن الكثرة فى العتاد والمال هى أساس الوجود، متوهمين أن اقتراف الذنب فى رمضان مثله كغيره من الشهور، فسول لهم شيطانهم العزة بالإثم وانهالوا ضربا بالسنج والمطاوى والشوم فكانت النتيجة مصرع ثلاثة أشخاص أحدهم قتل ذبحا، ماذنب الدماء التى سالت، أليس للصيام حرمة؟.. ألهذا الحد سهل لنا شيطاننا القتل والذبح، أليست هذه أرواح هى ملك لبارئها، فبأى ذنب قتلت هذه الأنفس، هل لصراع على الأرض، فالأرض ملك لله، ولن يأخذ الإنسان معه شيئا غير عمله، صالحا كان أو سيئا ..أهيب بأهل الحل والحقد وحفظة القرآن والعلماء فى القرية، وهى مليئة بهم، أن يحاولوا قدر الإمكان وأد الفتنة فى مهدها، وتوعية الناس قدر الإمكان بأضرار الثأر والوقيعة فيه، وأن يكثفوا من جلساتهم لمعرفة المتسبب الحقيقى وردعه وعقابه. لمزيد من مقالات عامر فريد;