سيعود الكابوس فى ليل آخر مرتديا أسمالاً بالية وواضعًا فى كفيه قفازات من حديد يضغط على الأنفاس فيزهقها تارة ويتقافز بها تارة أخرى كطفل يلهو فى البريّة لا يكف عن الضحك واللعب مهما أصابه من عناء ونصب... سيعود ممتطيًا ظهر الليل الأسود, كبراقٍ يجتاز مسافات و أراضى مجهولة ويرتاد عوالم محمومة مصفوفة.. خفيّة تنمو فيها الشكوك عالية كأشجار الصنوبر وتسقط عليها أمطار الريبة المريرة من غيوم تشبه العيون المثقوبة حتى تغرق الأرض فى الدموع وتنمو الزهور دون أعناق، ولا عطور ولا ابتسامات... سيعود الكابوس فى ليلٍ آخر بلا صوت إلا صوت الرجفة ليحتسي من الجسد المسكوب فى كأس الرهبة ويثمل ..ويثمل من أجساد البشر المرتعشة المختلطة بأرواحهم الزائفة ثم يرحل منتشيًا من رحيق المخاوف التى غرسها داخلهم فى منامهم ثم يعود فى ليل آخر ليلهو بهم كطفل البريّة الذى لم يعرفوا له اسمًا ولا عنوانا...