ألقى وزير الخارجية سامح شكرى أمس كلمة مصر فى الجلسة الاولى لمؤتمر رودس للأمن والاستقرار المنعقد حاليا بجزيرة رودس اليونانية، والتى تم تخصيصها لمناقشة التحديات المشتركة التى تواجهها منطقة المتوسط. فى بداية الكلمة أعرب شكرى عن تقديره للمبادرة اليونانية بتدشين هذا المؤتمر الذى ينعقد للعام الثانى على التوالي، باعتباره إطارا جديدا ومهما للدول فى منطقة المتوسط والمنطقة العربية لتبادل الرؤى ووجهات النظر بشأن أهم التحديات المشتركة التى تواجهها. وصرح المتحدث باسم الخارجية، بأن الكلمة ركزت على تقديم الطرح المصرى للتعامل مع أزمات المنطقة، وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب التى تتطلب التعامل معها من منظور شامل يتناول الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية لهذه الظاهرة. وقد اقتبس وزير الخارجية فقرات مهمة من الكلمة التى ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس الأول أمام قمة الرياضالأمريكية العربية الإسلامية، معيدا توجيه الأسئلة التى طرحها الرئيس حول من يقوم بتوفير الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين، ومعالجة المصابين منهم، وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟ ومَن يشترى منهم الموارد الطبيعية التى يسيطرون عليها.. كالبترول مثلاً؟ ومن يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار والمخدرات؟ ومِن أين يحصلون على التبرعات المالية؟ وكيف يتوافر لهم وجود إعلامى عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية؟ واستعرض وزير الخارجية الجهود المصرية لحل الأزمة الليبية بالتقريب بين الفرقاء الليبيين أملا فى إعادة الاستقرار إلى الدولة الليبية الشقيقة، وكذلك جهود مصر لإيجاد مخرج للمأزق الانسانى الذى يمر به الشعب السورى الشقيق، وبما يحافظ على وحدة الأراضى السورية. وحول الجلسة الثانية للمؤتمر، أوضح المتحدث باسم الخارجية أنها تناولت موضوعات الثقافة والتعليم والبيئة، حيث أكد وزير الخارجية فى مداخلته أهمية المكون الثقافى والتعليمى فى تعزيز ثقافة الحوار والتعايش بما يسهم فى تحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة دعاوى التطرف والعنف. وفى سياق الجلسة، أعلن وزير الخارجية مبادرة انضمام جامعة القاهرة لشبكة الجامعات التى تضم الدول الأعضاء فى المؤتمر بما يسمح بتنشيط العلاقات بين شباب المنطقة على نحو مؤسسى ومنتظم. كما وجه وزير الخارجية الدعوة للدول المشاركة بالمؤتمر لحضور مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الثالثة والثلاثين خلال الفترة 11-16 أكتوبر 2017، حيث ستتضمن دورة المهرجان هذا العام قسما خاصا لأفلام الدول الأعضاء بمؤتمر رودس. ومن ناحية أخري، عقد شكرى جلسة مباحثات مع وزيرة الخارجية البلغارية على هامش مشاركته فى المؤتمر بمناسبة توليها منصبها الجديد، معربا عن تطلعه للعمل معها خلال الفترة القادمة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ومن جانبها أعربت الوزيرة البلغارية عن إعجابها الشديد بكلمة السيد الرئيس التى ألقاها امس الأول أمام قمة الرياضالأمريكية العربية الإسلامية، وما طرحه من أسئلة تعكس شواغل المجتمع الدولى إزاء تفاقم ظاهرة الإرهاب. وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن شكرى أكد خلال المقابلة ضرورة توطيد العلاقات بين مصر وبلغاريا خلال الفترة المقبلة فى شتى المجالات، لاسيما فى مجاليّ السياحة والثقافة.