التصريحات التى أدلى بها زيد بن رعد الحسين مفوض الأممالمتحدة السامى لحقوق الإنسان عن الإجراءات الأمنية فى مصر فى أعقاب تفجير الكنيستين واعتبارها عنصرا «يسهل التطرف فى السجون» تستحق أكثر من مجرد بيان إدانة من وزارة الخارجية لخطورتها الجسيمة وكذلك لتجاوزها الحقائق على أرض الواقع,ولا نتجاوز الإنصاف إذا قلنا إنها أخطر من الإرهاب ذاته لأنها توفر مظلة سياسية دولية للعمليات الإرهابية,وإذا كنا فى كثير من المرات قد أكدنا كما أكد الكثيرون أن المظلة الفكرية التى يحتمى بها الإرهابيون هى الخطر الأكبر الذى ينبغى اقتلاعه فى سياق الحرب على الإرهاب,فنوعية التصريحات التى أدلى بها بن رعد تصب فى نفس الخانة ونبدى اندهاشنا كيف أن الجامعة العربية لم تنتفض فى وجه هذه التصريحات المغذية للإرهاب والإرهابيين، وكذلك كيف لم تتبرأ منه الدولة التى أنجبته ووصلت به إلى قمة هذا المنصب الدولى فكان عارا على جبينها!بالتأكيد ليس مقبولا على الإطلاق أى تجاوزات فى حقوق الإنسان,إلا أن المسئول الدولى كان انتقائيا فى تصريحاته وآرائه معتبرا أن الوطن والدولة ليس لهما أى حقوق، وأن من يستشهد من المدنيين الأبرياء وأبناء الشرطة والقوات المسلحة الذين يحاربون الإرهاب بضراوة لا حقوق لهم ولا يجب إدانة أو استنكار أى هجمات عليهم !! إنها وجهة نظر أنانية أحادية الجانب ومرة أخرى فهى تسير جنبا إلى جنب مع المظلة الفكرية والسياسية للإرهاب وتغذيه أيضا,وليس أدل على ذلك من أنه بعد ساعات من هذه التصريحات اللامسئولة وقعت العملية الإرهابية بالطريق الدائرى قرب مدينة نصر دون أن تحرك شعرة فى رأس بن رعد الذى فتح الباب أمام الإرهابيين لمهاجمة الكنائس مرة أخرى بمظلة دولية رسمية!!. لمزيد من مقالات عماد عريان;