في عمق صحراء مصر القديمة، وعند ملتقى درب الأربعين الواصل بين وادى النيل وحتى دارفور فى السودان، بنى القدماء حصنا قويا من أربعة طوابق، ليطل على القوافل الآتية والراحلة من هذا الطريق. وبمرور الزمن وعصف التاريخ جاء الرومان إلى مصر، ولكنهم ومثل كل قادم لم يطمسوا ما مضى بل حاولوا إرضاء أهل الواحات وكهنة مصر، فشيدوا معبد «دوش» وصوروا على جدرانه أغلب المعبودات المصرية، حيث يقوم الإمبراطور بتقديم القرابين المختلفة لهم، وكان ذلك فى عهد الأباطرة دومتيان،، وهادريان، وتراجان. بنى المعبد في مدينة «كشت»، والتي كانت في ذلك الحين مدينة زراعية مزهرة ..ثم تحرف الإسم إلى «جشت» ثم إلى «دشت» ثم جاء منها كلمة «دوش» التي تقع الآن على بعد 120 كيلو مترا من مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد. المعبد المبنى من الحجر الرملى خٌصص لعبادة الثالوث المصري أوزيريس، وحورس، وايزيس، إلا أن الرومان صوروهم فى هيئاتهم وصفاتهم فى العصر الرومانى وهم «سرابيس» و«حربوقراطيس» و«ايزيس». وبحسب محمد حسن جابر مفتش آثار الخارجة وباحث أثري بالوادي الجديد فقد تم اكتشاف «كنز دوش» الموجود حاليا بالمتحف المصرى وهو عبارة عن إكليل وأساور وقلادة ذهبية ..وجدت بإحدى غرف القلعة داخل إناء فخارى بواسطه عمال البعثة.