قال تعالي: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِى عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِى عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِى عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). (سورة النور 45). فجل جلالة هو الخلاق العليم, خلق السموات, وخلق الأرض وخلق الإنسان منها وجعله خليفة فيها, وخلق حوله مخلوقات عظيمة تدب على وجه الأرض او تحلق فى السماء او تسبح فى البحار والمحيطات, وهذه المخلوقات أمم وقبائل وأنواع وأجناس وألوان وكلها تسبح بحمد ربها «ولله يسجد ما فى السماوات وما فى الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون، يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يوْمرون» (النحل 49-50). ومن اللطيف أن يكون للإنسان حيوان أليف فى المنزل يعتنى به، فالحيوانات المنزليَّة تبعث البهجة فى حياة الإنسان، وهى طريقة جيدة لتعليم الأطفال المعنى الحقيقى للرحمة وكيفيَّة تحمل المسئولية من خلال العناية بالحيوان الأليف. وأنا شخصيا من عاشقى القطط وأربيهم وأعتنى بهم على مدار عمرى كله. فالقطط مخلوقات لطيفة, رقيقة, ذكية وحساسة, مخلصة وقادرة على سحب اى طاقة سلبية من صاحبها بل تجبر من يقتنيها على ان يبتسم وان يكون فى حالة نفسية افضل. حياتها واولادها وأكلها وعلاجها مرتبط بنا وبمدى قدرتك كانسان على الرحمة وعلى استيعاب روعة تلك المخلوقات وعلى مدى ادراكك وايمانك انهم فرد من افراد اسرتك بالمعنى الحرفى للكلمة وبالتالى لا يجوز التخلص او بالمعنى الدراج «تسريب» احد منهم. فتلك المخلوقات الجميلة تحزن وتفرح وتتألم مثلنا تماما. والسؤال هو هل تستطيع اهمال علاج او التخلص من احد ابنائك؟ ان كانت اجابتك بكلمة مستحيل ..إذن انت تستطيع ان تنال شرف تربية قطة فى منزلك. هذا ولقد أطلق الطبيب البيطرى الانسان الخلوق د.محمود حمدى أول كتاب له بعنوان "فى بيتنا قطه"، وتم طرحه فى الأسواق لمحبى الحيوانات الأليفة. ويتناول كل شيء يخص تربية القطط من الألف الى الياء بأسلوب شيق مبسط وسهل, ويشرح من خلاله طرق التعامل مع القطط المنزلية من حيث رعاية صحتهم وكيفية تربيتهم وكيفية مواجهة المشكلات التى قد تواجه من يربونها من خلال فهم سلوكيات القطط بشكل عام. كتاب «فى بيتنا قطة» يشرح كيفية الترحيب بالضيف الجديد فى بيوتنا والنظام الغذائى للقطط والممنوع والمسموح فيه, بالاضافة الى سيكولوجية القطط وطبائعهم وتفهم مشاعرهم, الرعاية الجسدية والطبية للقطط, ومراحل حملها وانجابها. الكتاب ينفى كذلك تهمة تسببها فى العقم لدى الفتيات وتوضيح ان مرض «التاكسوبلازما» تصاب بة الحيوانات فى حالة اكلها لحما نيئا مصابا بالطفيل او اكل فضلات قطط مصابة, وهو امر بعيد كل البعد عن القطط المنزلية. فتربية الحيوانات خاصة داخل المنزل ليس بالأمر السهل، والعناية بهم تشبه إلى حدٍّ ما العناية بالأطفال بمعنى أنَّها مسئولية كبيرة أيضاً. ولقد كان للقطط فى السُّنة النبوية ذكرٌ صالحٌ، فى الحثِّ على الرحمةِ بها وعدمِ تعذيبها، ومن ذلك ما جاء عن عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ - رضيَ اللَّهُ عنهُ - أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قالَ: «عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فى هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حتَّى ماتَتْ، فدخَلتْ فيها النارَ، لا هيَ أَطْعَمَتْهَا، ولا سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، ولا هيَ تَرَكَتْهَا تأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأرض». تحية الى د. محمود حمدى وإلى كل طبيب بيطرى يرعى ويعالج ويقوم بكل ما فى وسعة لإنقاذ تلك الازواح البريئة وتحية الى كل انسان رحيم وعطوف وراق بمشاعره اعتنى بتلك المخلوقات الملائكية. [email protected]