عزيزة سيدة بسيطة في الخمسين من عمرها متزوجة برجل أرزقي ولديهما خمس بنات وولد واحد، ونظرا لظروف زوجها فإنها تسهم في مصروفات الأسرة من حين لآخر بالعمل كمساعدة لربات البيوت بعد اصابته بالكبد، وتدهورت حالته، وتوفي تاركا أصغر أولاده في عمر خمس سنوات، وكانت عزيزة وقتها في سن الخامسة والعشرين، وأخذت علي عاتقها تربية أطفالها فعملت بائعة خضار بالاضافة الي عملها الآخر، وساعدها أهل الخير، وتقدم لها ابن عمها للزواج فوافقت من أجل أن يتحمل جزءا من أعباء الأسرة، وعمل نجار مسلح، وأنجبت منه أربعة أبناء، وبمرور الوقت وبدلا من أن يكون عونا لها كما وعدها، فإنه تنصل من الانفاق علي الأسرة بمن فيها من أبنائه، وهجر البيت، وصار العشرة مسئولية عزيزة، وتزوج ابنها الأكبر وأصبحت له حياته الخاصة، وبعده تزوجت بنتان بمساعدات الآخرين، وتبين بعد فحص طبي لها أنها مصابة بفيروس سي، وصار أي عمل ولو بسيطا ينهكها تماما، ثم اصيبت بالغضروف وتوالت متاعبها، ولم تتوقف معاناتها عند هذا الحد، إذ اصيبت إحدي بناتها بأورام في المخ وتحتاج الي جراحة وفحوص مستمرة، وفي الوقت نفسه جاء لبنت آخري من بناتها عريس، وليست قادرة علي القيام بمسئولياتها تجاه تعليم الأولاد، وتكاليف العلاج وزواج العروس التي تحلم بأن تكون مثل الآخريات. صفاء عبدالعزيز