البعض يردد هذا المثل الشعبى دون معرفة أصله وحقيقته. وقصته عن رجلين كانا يبيعان الزيت ويحملانه على حمار ويتجولان عبر البلاد. وفجأة مات الحمار فحزنا عليه بشدة. وبعد قليل قال أحدهما لصاحبه: «كف عن البكاء، فقد جاءت لى فكرة إذا استطعنا تنفيذها جنينا منها مالا كثيرا». وفكرته هى «دفن الحمار»، وإقامة مقام له قُبَّة، وأطلقا عليه اسم «أبو الصبر» وادعاء أنه مقام أحد الصالحين من ذوى الكرامات، ليزوره الناس ويتبركون به، أعجبت صديقه الفكرة، وخلال ساعات قليلة حتى كانت جثة الحمار تحت قبة ظليلة. وتناقل الناس كرامات واعجازات صاحب المقام، وتوافد الزائرون جماعات، وانهالت العطايا والنذور على بائعى الزيت، وأصبحا أغنياء، وذات مرة أخفى أحدهما عن زميله جزءا من حصيلة النذور، فعاتبه الثانى على فعلته وقال: «والله لأشكوك للشيخ الصالح ابو الصبر»، فضحك صاحبه وهو يشير إلى القبة قائلا: «أى شيخ يا صديقي.. دا إحنا دافنينه سوا». وسرت مقولته مسرى الأمثال.