منذ عرض الفيلم الأمريكى الشهير «كوما» أو «غيبوبة»قبل أكثرمن ثلاثة عقود من الزمان,تحولت سرقة الأعضاء البشرية وزراعتها إلى ظاهرة مخيفة فى أنحاء العالم، إلا أن معظم الدول المتحضرة نجحت فى الحد من مخاطرها وتقنينها,ولكن فى مصر اتسعت هذه التجارة وأخذت اشكالا غريبة ولكن المؤسف فى الأمر ظهور بعض الأطباء الذين يجب أن يلعبوا الدور الأكبر فى مكافحة هذه التجارة وحماية البشر الأصحاء والمرضى على حد سواء فى دور مصاصى الدماء ورعاة تجارة الدم، وفى هذا السياق كان غريبا أن يتحدث بعض الأطباء فى برنامج تليفزيونى شهيرعن العدد الكبيرلضحايا الموت السريرى فى مصر نتيجة حوادث الطرق وضرورة إنهاء حياتهم بتدخل بشرى للاستفادة بجثثهم!!بينما يمارس آخرون الطب من أقصى الشمال فينتزعون الأعضاء من الفقراء والمشردين والمطحونين. لاشك فى أن الحديث عن تشخيص ومواجهة هذه الظاهرة المؤلمة لا يمكن اختزاله أو بلورته فى هذه السطور المحدودة، ولكن فى عناوين سريعة فإن ما يطالب به بعض الأطباء كفيل بتحويل مصر إلى أكبر سلخانة لتجارة الأعضاء البشرية فى العالم، وبمنتهى الوضوح قد تكون الحلول الأمنية والتشريعية مطلوبة بشدة ولكنها وحدها لا تكفي، والمطلوب حقا إرادة سياسية قوية من مختلف الأطراف تعيد هذا البلد إلى مساره الطبيعي، فبدلا من الحديث عن استغلال ضحايا الطرق كان من الأولى الحديث عن ضرورة إصلاح الطرق للحيلولة دون سقوط آلاف الضحايا، ومن الضرورى الحديث عن الحد من الفقر والقضاء على ظاهرة المشردين وأطفال الشوارع، وكذلك ضرورة رفع مستوى الخدمات الطبية، وقتها يمكن الحد من التجارة المؤسفة أما زرع الأعضاء فله حديث آخر. لمزيد من مقالات عماد عريان;