رسالة تقتحم عليك موبايلك أو شاشتك عبر صفحات أو تطبيقات التواصل الاجتماعى كالفيسبوك أو الواتس آب .. مضمونها وجوب (مقاطعة حلوى المولد) هذا العام محاربة لجشع تجارها وعقابا لصناعها على تسببهم فى (أزمة السكر) بتخزينهم له .. تنتشر الرسالة انتشار النار فى الهشيم بل ينتقل الدعم لها إلى شاشات الفضائيات .. تتفاوت الآراء والمواقف حيال الرسالة . . فهذا (مؤيد) لها بل يرسلها (شير) لغيره ليشارك أكبر عدد فى (حملة المقاطعة) .. وذاك (رافض) لها مؤكدا أن للأزمة أسبابا أخرى .. وهذا (ساخر) من جدواها بغض النظر عن تأييده أو رفضه .. والسؤال : هل (حلوى المولد) متهمة أم بريئة فى أزمة السكر؟ تجاوب البعض مع الحملة واعتبروها فرصة لعقاب التجار الجشعين وتخسيرهم ملايين الجنيهات وإعطائهم درسا لعدم تخزين السكر مرة أخرى ، ورفض البعض الآخر التجاوب مع الحملة لأنه رأى أن هناك أسبابا أخري.. لأزمة السكر 0 التجار .. ينكرون شريف إسماعيل تاجر تجزئة يقول: نحن لم نفتعل الأزمة ولم نتسبب فيها واتهامنا بالجشع غير مبرر، فالحقيقة أننا تضررنا منها جدا .. فالسكر يأتينا إن وجدناه من تاجر الجملة بسعر مرتفع مما اضطرنا إلى تقليل الكميات التى كنا نحضرها للمحل وانعكس هذا على عملية البيع والشراء كلها، فالزبون عندما يأتى للتسوق ولا يجد لدينا (سكر) لا يشترى منا أى شيء ويذهب للسلاسل التجارية الكبيرة ليتسوق منها لوجود السكر بها ، ولنعانى نحن الركود مع بضاعتنا. ولا ينفى شريف وجود بعض التجار ضعاف النفوس ممن يستغلون الأزمة ويخزنون السكر ، لكنه ينفى أن تكون (حلاوة المولد) السبب فهى - كما يقول- يتم تصنيعها كل عام ولا تحدث أزمة. ويضيف: أصبحنا نتجنب وجود كميات كبيرة من السكر بالمحل خوفا من تحرير محاضر احتكار للمنتج . تكثيف الرقابة .. النائب كمال أحمد أكد أن من أسباب شح وغلاء السكر متاجرة البعض بأقوات الشعب ، مضيفا : كما أن ارتفاع قيمة الدولار أثر على أسعار وكميات السكر المستورد ، موضحا أن إحدى أدوات الحل هى تكثيف الرقابة وتغليظ العقوبة على أى مستغل للأزمات أو متاجر بأقوات الشعب و أنه ليس لحلاوة المولد دور فى أزمة السكر مصنعو الحلويات نفى مصنعو (حلوى المولد) القيام بتخزين السكر والتسبب بالأزمة .. حيث أكد أحدهم أن المستخدم فى حلوى المولد ليس سكرا خالصا وإنما معه (عسل جلوكوز) ، وأن أنواع الملبن هى الأكثر استهلاكا للسكر ، أما أقراص الفولية والسمسمية والحمصية فتستهلك كميات قليلة منه, وأوضح أن أكبر دليل على أننا لسنا السبب أننا كل سنة نقوم بتصنيع الحلاوة ولا تحدث أزمة ونحن من ضحايا ارتفاع أسعار السكر وندرة وجوده كالجمهور بالضبط , بل أننا فى المصنع أنتجنا ثلث معدل إنتاجنا هذا العام . من جانبه يؤكد الخبير الإعلامى الدكتور ياسر عبد العزيز أن التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعى هو شيء إيجابى بما يتيحه من انفتاح وتفاعل من جانب المتلقين ، إلا أن المشكلة تظهر عندما يتم استغلال هذه الوسائل فى بث الشائعات أو حتى بث معلومات مغلوطة وخاطئة بهدف توجيه المتلقين وجهة معينة وصرفهم عن الأسباب الحقيقية لأزمة ما.
