تخرج حامد سعيد من المعهد العالى للسينما عام 1992 و حصل ايضا على بكالوريوس تجارة القاهرة و دبلوم السينما و نال العديد من الجوائز وعمل فى مجال الاعلانات وشارك فى مجموعة من الورش لاستوديو اعداد الممثل وكان ضمن من قاموا بتأسيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة، كما كان يشغل مؤخرا المدير التنفيذى لاستوديوهات السينما بأكاديمية الفنون . كان لنا معه هذا الحوار عقب توليه رئاسة الإدارة العامة للثقافة السينمائية بهيئة قصور الثقافة. ماهى أولى الخطوات التى اتخذتها لتطوير الإدارة العامة للثقافة السينمائية ؟ تسلمت العمل بالادارة أول أغسطس الماضى منتدبا من اتحاد الاذاعة والتليفزيون وذهبت لمقرها بقصر السينما بجاردن سيتى وشاهدت ما لم أكن أتوقعه بتحول القصر الى مكان يرثى له : لا نظافة ولا نظام ولا نشاط ولا اى شىء : مجرد عدد من الموظفين يجلسون بداخله فتألمت: لاننى احمل ذكريات كثيرة فى هذا القصر الذى كان فى يوم من الايام مركز اشعاع سينمائى .. ثم كانت المفاجأة المروعة بان هناك قرار اخلاء للقصر من العاملين صدر من مديرية امن القاهرة الادارة العامة للحماية المدنية منذ عام 2015 باخلاء فورى وعدم ممارسة اى نشاط بداخله .. و الشىء الغريب ان العاملين به يرفضون مغادرته برغم ان ذلك خرق للقانون فادركت ان هذه بداية المعركة .. ولتصحيح المسار تقدمت الى د. سيد خطاب رئيس الهيئة بتقرير حالة عن مدى التدنى الذى وصلت إليه الامور و على الفور اصدر قرارا باخلاء القصر وان تبدأ فورا عملية الاحلال والتجديد لقصر السينما حتى يعود لعهده القديم وبالفعل تم نقل الادارة الى المقر المؤقت ( بالادارة العامة للمسرح) فى قاعة منف. هل العناصر البشرية الموجودة حاليا فى إدارة الثقافة السينمائية متخصصة ؟ للاسف الشديد لم اجد سوى بضعة عاملين بعدد اصابع اليد الواحدة ممن لهم علاقة بالسينما اما الباقون فجاءوا من تراكم السنين و تحولت الادارة العامة للثقافة السينمائية الى ادارة غير فاعلة لتحقيق الهدف من انشائها والذى يصب فى هدف الثقافة الجماهرية وهو احداث حراك وتنمية لدى جماهير الشعب المصرى، ورفع ادراكهم سواء بالنسبة للسينما او غيرها من الفنون . فالهيئة لم تنشأ من اجل موظفين يحضرون وينصرفون ويتقاضون رواتب كل شهر، بل انشئت من أجل التفاعل مع جماهير الشعب المصرى، فقصور الثقافة هى قصور الشعب من اجل التنوير لا من اجل اقامة انشطة موسمية .. وللاسف هذا المفهوم غير موجود . و حلا لهذه الاشكالية فقد طالبت رئيس الهيئة بضرورة وجود عدد من الشباب خريجى الكليات و المعاهد الفنية للانضمام للادارة . وما هو تصورك لتحقيق التفاعل بين الجماهير و الهيئة و ما هى اوجه المعوقات فى تحقيق ذلك ؟ وضعت خطة خاصة بنوادى السينما و اقامة اسابيع للافلام بالتعاون مع عدد من الجهات كاتحاد الاذاعة والتليفزيون و المركز القومى للسينما والمعهد العالى للسينما والشئون المعنوية بما لدى هذه الجهات من افلام لعدم وجود افلام لدى الهيئة وان يتم عمل اسابيع افلام لكل جهة من الجهات على حدة و ان يتم افتتاح كل اسبوع فى احد اقاليم مصر وليس القاهرة، والاسابيع يتم عرضها على التوالى فى نفس الوقت فى جميع الاقاليم وان ينتقل الفنانون والمسئولون الى جنوب ووسط الصعيد وغيرها من الاقاليم .وايضا اقامة اسابيع افلام اجنبية وان تتنوع الافلام بين الروائية والتسجيلية والرسوم المتحركة وذلك بهدف نقل ثقافات الشعوب الاخرى وتجاربهم والتفاعل بينهم ومثال على ذلك هناك افلام تسجيلية خاصة بالفلاحين او العمال فى بلد مثل الصين يمكن عرض هذه الافلام فى القرى وغيرها حتى يتم نقل هذه الخبرات والتفاعل معها من قبل الجماهير واقامة ندوات حول هذه الافلام . هل الادارة ستتواصل مع رواد السينما لنقل تجاربهم للاجيال الجديدة ؟ بالفعل ستقوم الادارة باقامة صالونات للسينما على غرار صالونات الادب والشعر وذلك من خلال رواد السينما مثل المخرج على بدرخان و على ابو شادى وسعيد شيمى وغيرهم من الاساتذة على ان تنتقل هذه الصالونات الى اقاليم مصر . وما هو شكل الورش السينمائية؟ هذه الورش كانت تقام من قبل بلا هدف ولكن تم وضع قواعد لهذه الورش السينمائية حتى تتفاعل مع اهداف الدولة المصرية وفى نفس الوقت نسعى لاكتشاف مواهب جديدة .. حيث سيتم استهداف المرحلة السنية من 15 إلى 18 سنة وايضا نوعية اخرى لما هم اكبر سنا على ان يتم تصوير افلام من خلال هذه الورش تدور موضوعاتها حول الحفاظ على قطرة المياه والكهرباء وترشيدها وغيرها .. وسيتم اختيار المتميزين من كل محافظة من هذه الورش ليتم ادخالهم فى تصفية نهائية واختيار المتميزين منهم ومنحهم دعما ماليا لانتاج افلام قصيرة . وما هى المعوقات ؟ هناك اعاقة كبيرة من بعض العاملين حيث البطء الشديد فى تطبيق الافكاز الجديدة حتى تتم الموافقة على الخطة بجانب عدم توافر الموارد البشرية المتخصصة وعدم وجود الامكانيات المالية والتقنية، وايضا الاهمال الشديد فى صيانة ممتلكات الدولة وتركها دون صيانة او تحديث وهذه تراكمات السنوات الماضية وبالتالى تتحول مؤسسات الدولة الى مؤسسات لا تساير التقدم التكنولوجى او تتحول الى مبان يتكدس بداخلها عشرات الموظفين دون اى انجاز. وهذا يمثل عبئا شديدا لكل من يتقلد مناصب تنفيذية فى اى من مؤسسات الدولة. وما هو دور إدارة السينما بالثقافة الجماهيرية فى معركة الدولة ضد الارهاب ؟ الارهاب هو فكرة متطرفة ولا بد من محاربة هذه الفكرة وكل ما يخرج من افكار لهذه البؤرة المظلمة فى المجتمع والتى تحاول اعاقة ومقاومة اى تطور بل تسعى لتدمير الدولة واشاعة الفوضى. والسينما هنا لها دور كبير وفعال كجزء من الثقافة بشكل عام يمكن من خلالها محاربة هذه الافكار سواء من خلال عروض افلام او ندوات او الورش السينمائية. ولكن يجب ان تتسع رقعة المشاركة وان تنتقل الى كل دروب وقرى مصر وخصوصا المحافظات الحدودية. هل هناك من يقف ضد نشر الثقافة السينمائية فى ربوع مصر ؟ يجب تطهير مؤسسات الدولة من الخلايا المزروعة بداخلها والتى تنتمى لهذه الافكار الارهابية وتقوم بأعمال تخريبية داخل هذه المؤسسات ..وهذه الاعمال أخطر من وضع قنبلة لتنفجر. ولكن هذه العناصر تقوم بفعل الجلطات داخل شرايين مؤسسات الدولة. وللأسف لا احد ينتبه لهذه الخلايا خصوصا فى مؤسسات بالغة الخطورة مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة او وزارة الثقافة نفسها والتى تعتبر ذراع الدولة التى تطهر العقول من هذه الافكار المتطرفة والمظلمة. وهذه الخلايا تقوم على اجهاض اى محاولة للتنوير. ويجب ان تساند الدولة بجميع اجهزتها الهيئة العامة لقصور الثقافة للقيام بواجبها . ما دور قاعات العرض داخل قصور الثقافة؟ لدى الهيئة العامة لقصور الثقافة ما يقرب من 100دار عرض سينمائى لكن للاسف 70% من هذه الدور متوقفة بسبب الاهمال الشديد فى صيانة هذه الدور خلال السنين الماضية إلا ان هناك جهودا من القيادة الحالية للهيئة فى اصلاح و تشغيل دور العرض ولكن ماذا لو تمت اضافة هذه الدور الى دور العرض الحالية فسوف تسهم فى تدعيم و نهضة صناعة السينما فى مصر بجانب انها سوف تدر دخلا للهيئة العامة لقصور الثقافة فى هذه النقطة تحديدا . ما هى الأفكار التى ترى أنها خارج الصندوق؟ تكوين قاعدة من الشباب فى اقاليم مصر تسمى شباب السينما و اقامة معسكرات وفاعليات وورش لهؤلاء الشباب المستهدفة من قبل الجماعات المتطرفة. اقامة فاعلية مثل سمبوزيوم النحت وهى خاصة باختيار(الاقصر عاصمة الثقافة العربية) و ان تقام فاعلية تحت اسم «عين على الاقصر» وهى كالتالى دعوة 10 مصورين سينمائيين من كبار المصورين (6 من دول عربية و 4 من مصر) ان يقوم كل منهم بتصوير مدينة الاقصر من الزاوية حسب رؤيته الشخصية ويصاحب كل منهم 10 من شباب المصورين من مصر والوطن العربى فى ورشة عمل . وفى نهاية الفاعلية يتم جمع هذه الاعمال فى فيلم واحد للكبار وفيلم لشباب المصورين ويمكن تكرار الفاعلية فى اماكن كثيرة فى مصر . وماذا بالنسبة للرسوم المتحركة والجرافيك ؟ اقامة فاعلية ضمن الاقصر عاصمة الثقافة العربية وورشة للرسوم المتحركة والجرافيك لايجاد شخصية كرتونية حول الاقصر عاصمة الثقافة العربية .