فى تطور ميدانى خطير ينذر بتعليق اتفاق «الهدنة» المعلن فى سوريا ما بين روسيا وأمريكا، لقى أكثر من 60 جنديا سوريا مصرعهم وأصيب 100 آخرون فى ضربات جوية للتحالف الدولى ضد «داعش»الذى تقوده الولاياتالمتحدة. وذكرت القيادة العامة للجيش السورى أن «طيران التحالف الأمريكي، أقدم على قصف أحد المواقع العسكرية للجيش بجبل ثردة فى محيط مطار دير الزور، مما أدى إلى وقوع خسائر بالأرواح والعتاد فى صفوفه، ومهد بشكل واضح لهجوم إرهابيى داعش على الموقع والسيطرة عليه». وأضافت أن «هذا العمل يعد اعتداء خطيرا وسافرا ضد الجمهورية العربية السورية وجيشها، ودليلا قاطعا على دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها لتنظيم داعش الإرهابى وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى، ويفضح زيف ادعاءاتهم فى محاربة الإرهاب». من جانبه، ذكر الجيش الروسى فى بيان أن «طائرات للتحالف الدولى ضد داعش شنت أربع ضربات جوية على القوات السورية التى يحاصرها تنظيم الدولة الإرهابى قرب مطار دير الزور»، مشيرا إلى «مقتل 62جنديا سوريا وإصابة 100فى هذه الضربات». جاء هذا فى الوقت الذى دافع فيه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس بقوة عن التزام بلاده بتعهداتها تجاه الأزمة السورية بموجب الاتفاق الأمريكى الروسى الأخير، وكذلك التزام الجيش السورى «تماما» بالهدنة، لكنه اتهم الفصائل المقاتلة باستغلال هذه الهدنة «لإعادة تجميع صفوفها»، كما انتقد واشنطن بشدة لأنها «غير قادرة على تحديد أين توجد المعارضة فى سوريا وأين يوجد المجرمون». وقال بوتين فى تصريح نقلته وسائل الإعلام الروسية خلال زيارته لبيشكيك عاصمة قيرغيزستان : «نشهد محاولات بين الإرهابيين لإعادة تجميع صفوفهم ... أما بالنسبة لروسيا فهى تفى بكل التزاماتها»، وأضاف : «علاوة على ذلك، توصلنا لاتفاق مع الرئيس السورى بشار الأسد والحكومة السورية .. وكما نرى، فإن القوات السورية تلتزم بهذه الاتفاقات»، وقال إنه يتطلع إلى التزام الولاياتالمتحدة أيضا بتعهداتها بشأن سوريا، مشيرا إلى أنه يعتقد بأن الهدنة هدف مشترك لموسكووواشنطن. كشف بوتين النقاب عن أن واشنطن مترددة بشأن إعلان تفاصيل اتفاق الهدنة بالكامل للرأى العام العالمى لأن هذا من شأنه إلقاء الضوء على أولئك الذين لا يلتزمون بالاتفاق، بحسب تعبيره. وأضاف : «بوضوح، إنهم لا يريدون إعلان التفاصيل لسبب واحد، وهو أنه سيتضح تماما أمام المجتمع الدولي، والأمريكيين والروس، من يلتزم، وبماذا». وقال أيضا : «اتفقنا على أن جبهة النصرة لا يجب إبعادها عن الباقين، وأن موقعها يجب أن يكون فى نفس المكان الذى يتم فيه إدراج ما يسمى بالقوات المعتدلة، ولكن ما الذى رأيناه بدلا من ذلك؟ لم نر أى فصل بين الجماعات الإرهابية والمعتدلة، بل لاحظنا محاولات من الإرهابيين لإعادة تجميع الصفوف». وفى نيويورك، اتهمت روسياالولاياتالمتحدة برفض تقاسم وثائق متعلقة بالاتفاق حول وقف الأعمال القتالية فى سوريا مع مجلس الأمن الدولي. وجاءت التصريحات الروسية بعد ساعات من إلغاء اجتماع لمجلس الأمن الدولى كان يفترض أن يناقش خلاله السفراء فى جلسة مغلقة إمكانية دعم الاتفاق الروسى الأمريكي. وألغى الاجتماع بطلب من روسياوالولاياتالمتحدة، وكان يفترض أن يعرض سفيرا الولاياتالمتحدةوروسيا لشركائهما تفاصيل الاتفاق التى لم تنشر بعد.وصرح سفير روسيا فيتالى تشوركين بأن المجلس لا يستطيع دعم الاتفاق بإصدار قرار ما لم يتلق المعلومات اللازمة حول مضمون الاتفاق. وفى أنقرة، ذكرت وسائل الإعلام التركية أمس أن وزيرى الخارجية التركى مولود تشاويش أوغلو ونظيره الأمريكى جون كيرى بحثا آخر المستجدات فى سوريا، وعلى رأسها تنفيذ اتفاق الهدنة، وذلك فى اتصال هاتفى بين كيرى وتشاويش أوغلو الموجود حاليًا فى فنزويلا للمشاركة فى قمة حركة عدم الانحياز.