تسريب امتحانات الثانوية العامة هذا العام حمل تحديا صارخا ليس لوزارة " التسريبات " التربية والتعليم سابقا ، بل للأمن القومى المصرى المسئولة عنه " حكومتنا الرشيدة " فبقدر ما كانت تصريحات الوزارة عنترية لزوم " الشو الاعلامى " عن عمليات تفتيش للطلاب بعصى الكترونية ، ووضع خطة أمنية " ما تخرش المية" من أمن الوزارة بالتنسيق مع الداخلية ، ورصد أساليب الغش الحديثة ومنها سماعات الاذن الدقيقة ، والكشف عن صفحات الغش على الانترنت ، ولم يتبق سوى تجريد الطلاب من ملابسهم على غرار " سيدة الكرم" لمنع الغش ، ولكن كل ذلك لم يكن سوى أكذوبة كبرى لتجميل وجه وزير التعليم ومساعديه ،الذين سقطت عنهم الاقنعة ، وأثبتت فشلهم التام فى تأمين امتحانات الثانوية العامة ، لتأتى ضربة البداية من داخل الوزارة نفسها ، بتسريب امتحان اللغة العربية فجرا، ثم تبعه الدين والانجليزى وهلم جرا .. وحسنا اعترفت الوزارة بأنه من داخلها وألمحت أن وراء هذا جماعة الاخوان ، وكأنها اكتشفت فجأة وجود قيادات اخوانية بداخلها ، دون ان يسعى الوزير الى تطهير وزارته من هؤلاء على غرار ما حدث فى وزارة الكهرباء، بل أسرد هنا خلاصة أحاديث لى مع عدد من مراقبى اللجان والطلاب على السواء، خلال الايام الماضية فأكدوا جميعا فساد العملية التعليمية وأن إصلاحها أمر عسير، كما أن عناصر جماعة الاخوان متغلغلة فى مفاصل التربية والتعليم بدء من المدرسين للموجهين وحتى الاداريين وأنتهاء بقيادات فى الوزارة ، وهم يلجأون خلال المراقبة على الامتحانات لأسلوبين، أما ترك الحبل على الغارب للطلاب يغشون من بعضهم بعضا، وهو ما ظهر فى صور جماعية داخل بعض اللجان، أو استخدام الشدة مع الطلاب لدرجة التعسف وجعلهم يخرجون غاضبين وحانقين على الوزارة والدولة بالكامل، لتصويرنظام السيسى على أنه فشل فى اصلاح منظومة التعليم ، بل أنه يشجع على الغش والفساد وتصدر الفاشلين للمشهد، وهذه كارثة علاجها يتطلب أولا: مساءلة وزير التربية والتعليم سياسيا ، ثانيا : اعادة النظر فى أوراق الاجابة التى تتطابق تماما مع الاجابات النموزجية للوزارة ، وثالثا : عقد اختبار قدرات وتحديد مواد مؤهلة للقبول بكليات القمة دون أن يكون المجموع الكلى هو الشرط المطلق للقبول فيها، وذلك حتى لا يحتلها الفاشلون دراسيا. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى