في أسوان وقبل خمسة وثلاثين عاما, وما أن انتهي عرض الشريط التسجيلي انتفض وزير الثقافة الرحل محمد عبدالحميد رضوان وكأن مسا أصابه, زاعقا وسط ذهول الحاضرين الذين كان بينهم أجانب, منتقدا بشدة صاحب العمل السينمائي كونه أظهر القبح دون أن يقدم حلولا ورغم أن الفنان ليست تلك مهمته فإن المشهد بدا غليظا ومنفرا أصاب الشاب بالوجوم والرعب خاصة أن ما قدمه هو عمله الأول في مستهل مسيرة تمني أن يكون الفلاح بدايتها, ومن حسن طالعه أن سارع المخرج الكبير صلاح أبوسيف بإحتوائه والتهدئة من روعه وإفهامه بأن المسئول في الانظمة السلطوية عليه أن يسجل موقف خشية البطش به وإطاحته من منصبه. غير أن تلك الآفة المزرية ظلت ماثلة في صورة أشباح مخيفة تجثم بين الحين والآخر علي الصدور تكاد تخنقها, بيد أن الإساءة لسمعة الكنانة صارت سيفا مسلطا علي رقاب المبدعين والمذهل في هذا الهراء المقيت أن مطلقيها الذين يرتدون مسوح الورع والطهارة لا علاقة لهم بالشرف لا من قريب أو بعيد يتشدقون بالوطن وإذ بهم لصوصه. وبعد ثورتين عظيمتين, كان يجب ان يكون الأمر جد مختلف, لكن مع الأسف عادوا يبثون ترهلاتهم وهرتلاتهم كانت أخرهم مذيعة فضائية راحت تتعارك وكأنها في مدبح مع صانع فيلم أشتباك الذي شرفنا جميعا في مهرجان كان في محطة طال انتظارها وبدلا ان تفخر ذهبت تردد عبارات بلهاء عفي عليها الزمن عكست جهلها الفاضح وأظهرها في هيئة كاريكاتورية مضحكة ومبكية علي الضحالة التي وصل إليها الإعلام المرئي في ماسبيرو. ثم لماذا هذا الصراخ وتلك الإطلالة الفجة والسمجة متصورة أنها تخدم الدولة في حين أنها تهينها وتضعها بالتساوي مع البلدان المتخلفة. لقد حان الوقت لنفض هذا الغبار؟. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد