إعتقدت أن الكتابة عن تجربة فاشلة مع مسئولى المحليات لتنظيف الشوارع سوف يحرك المياه الراكدة لدى المسئولين الأعلى منهم ليتساءلوا عن تلك الأماكن المحرومة من الخدمة، والتى يكتب عنها أصحابها فى الجرائد. لكن لم يسأل أحد، كأن حالهم يقول لنا : أكتبوا ماشئتم فأنتم أحرار، ولنفعل نحن أيضا ما نشاء !! للحق وحتى نكون منصفين، توجد مجهودات جيدة جدا تبذل فى الشوارع كلها، من رصف بعض الطرق وتمهيدها، بالتوسعة أو بإزالة السيارات القديمة التالفة التى تركها أصحابها تحتل بعض الأرصفة لسنوات، وكذلك أرى فى بعض المناطق وضع صناديق القمامة الكبيرة ليلقى فيها المواطنون فضلاتهم، فى أماكن تجمع قريبة من بعضها. وللحق أيضا أرى سيارات النقل الخاصة بهيئة النظافة والتجميل تجمع المخلفات من صناديق الشوارع، مرتين يوميا. لكن ما يهدر كل هذه المجهودات هى عدة أخطاء يقوم بها المسئولون، وأخطاء أخرى يقوم بها عمال النظافة والمشرفون عليهم، أوضحها فيما يلى: أولا : الأخطاء التى يقوم بها المسئولون هى، عدم الألتفات لشكاوى المواطنين على أعتبار أنهم كائنات غير مرئية وغير مسموعة. وأيضا جلوس العديد من هؤلاء المسئولين فى مكاتبهم ومتابعة سير العمل بالهواتف، رغم أن مكان عملهم الطبيعى هو الشوارع المكلفون بنظافتها وتجميلها، لايقلون فى ذلك عن رجال الشرطة أو الجيش أو حتى العاملين فى المناجم والمحاجر، فكل مسئول له مكان يجب أن يتواجد فيه، ليباشر عمله بنفسه ميدانيا. ثانيا : عدم مراقبة العاملين المكلفين بكنس الشوارع، فبعضهم لايكنسون، ولا ينظفون، بل أن كل ما يفعلونة وخاصة فى الشوارع الجانبية ، أو "الدواخل" كما يطلقون عليها، هو أنهم يقومون بوضع القمامة تحت السيارات المركونة على جانبى الطريق، أو خلف الأشجار الكبيرة، فلو أن شارعا ما تم تنظيفة مرة واحدة فى الأسبوع بإتقان لظل نظيفا بلا أوراق أو أتربة تتطاير فى وجوه المارة طوال النهار والليل، وتصيبهم بحساسية الصدر، وأمراض العيون. ثالثا : ترك هؤلاء المنتفعين ببعض مكونات القمامة مثل الكرتون والزجاج وعلب الصفيح، يقومون " بفرز " هذه المكونات فى الشوارع وفتح أكياس القمامة وفردها فى طريق المارة بمنتهى "البجاحة"، هو ما يساعد على هدم أى مجهود تقوم به هيئة النظافة. رابعا : عدم جمع القمامة من المنازل هو السبب الرئيسى فى تفاقم أزمة أكوام القمامة ، فهذه أشياء ملوثة للبيئة ويجب جمعها رأسا من أصحابها وعدم تركها فى الشوارع لساعات ثم جمعها بعد أن تعبث بها أياد كثيرة. خامسا لقد عرضت المشكلة وأسبابها وحلولها، وأتمنى أن نجد نتيجة قريبا. [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل