ازدادت أكوام القمامة فى أماكن كثيرة، شىء عادى، لكن غير العادى أن نظل جميعنا صامتون، إليكم تجربتى البسيطة لتنظيف ثلاث مناطق هى محور إهتمامى. أولا: المربع الذى تقع فيه جريدتنا العريقة "الأهرام" ويضم أيضا السنترال وصيدلية الإسعاف، ومستشفى الجلاء للولادة. ثانيا: المربع الذى يقع فيه مجلس الدولة بالدقى، ويضم عدد من السفارات وكذلك مجموعة من أقدم مدارس اللغات، وبنزينة كبيرة جدا.. ثالثا: الشارع الذى أسكن فيه، وبه سنترال وبنكين ومعهد تعليمى . أقدمت على التجربة وقلت، إذا نجحت، أنشرها لتعم الفائدة ويستطيع كل مواطن أن يتحرك لتنظيف شارعه بالأتصال بالمسئولين، وها أنا أقدم لكم تفاصيل ماحدث.. بداية إتصلت بالسنترال لمعرفة من المسئول عن رفع أكوام القمامة من الأماكن السابقة، فأخبرتنى فتاة مهذبة بأن لكل منطقة جغرافية خط ساخن يتلقى شكاوى المواطنين. بدأت بجريدة الأهرام فالشوارع أمامها وأمام السنترال غير نظيفة بالمرة، بأمتداد الشارع الخاص بمستشفى الولادة، التى من المفترض أن تكون فى منطقة نظيفة، بل ومعقمة. أتصلت برقم غرفة العمليات، فرد علي رجل محترم وتلقى شكوتى بوجود قمامة أمام الجريدة وحولها، وبالفعل فى اليوم التالى تم جمع أكوام القمامة وكنس الشارع أمام الجريدة والسنترال. كذلك فعلت فى منطقة الدقى، بل كتبت عنها فى مقال سابق، ونوهت لخوفى من حرق أكوام القمامة، وبجوارها بنزينة كبرى، وفى اليوم التالى لمقالى تم جمعها وكنس الشارع. وكررت نفس التصرف عند منزلى الذى يتبع منطقة وسط الهرم، وتم جمع أكوام القمامة فورا. المشكلة أن جميع من حدثتهم أخبرتهم بأنني صحافية بجريدة الأهرام، وأننى أقوم بتجربة سوف أكتب عنها وعنهم بالجريدة، وبأننى قمت بالأتصال بالمسئولين لتنبيههم بالانتظام فى تنظيف الشوارع، إلا أن جميعهم قاموا بنفس التصرف بمنتهى الدقة، رغم أنهم من مناطق مختلفة، وهو الأستجابة للشكوى مرة واحدة أو مرتين على الأكثر، أما بعد ذلك، فعودة أكوام القمامة أكثر من السابق، وذلك لأن المواطنون تمادوا فى إلقاء المزيد من فضلاتهم على اعتبار أن الحكومة سوف تنقلها فيما بعد. فى منطقة سكنى، فكرت فى تكوين مجموعة من الشباب المتطوع تقوم بتنظيف الشارع، وشراء أدوات نظافة على حساب السكان، لكن بقيت مشكلة إلى أين سينقلون هذه الأكوام بعد جمعها ؟! وهل سأفعل نفس الفعل أمام الجريدة العريقة التى أعمل بها ؟ هل من المعقول أن نحمل نحن الصحافيون أدوات النظافة وننظف حول مكان عملنا، حتى لا نخجل أمام مصادرنا عندما يحضرون للجريدة؟! حاولت أن أكون إيجابية وأنتزع حقى فى بيئة نظيفة، خاصة أننى مواطنة ملتزمة ككثيرين غيرى بدفع جميع الضرائب، وتحمل أى زيادة فى أسعار الكهرباء، التى تقوم بتحصيل أو بجباية قيمة جمع مخلفات على الفاتورة. لكنى للأسف فشلت . [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل