عادت أمريكا لارتداء ثياب الواعظين وبرز جون كيرى وزير خارجيتها يمشى فى الأرض يهدى وينصح ويشعر بالقلق من التدهور فى وضع حقوق الإنسان فى مصر بعد قرار إعادة فتح تحقيق بشأن المنظمات غير الحكومية المصرية ،ويحث الحكومة على العمل مع الجماعات المدنية لتخفيف القيود عن حرية إنشاء الجمعيات والسماح لمنظمات حقوق الإنسان غير الحكومية بالعمل بحرية . وإن كنت لاأسلم بما جاء به المراقبون للشأن المصرى الأمريكى مؤخرا من أن هناك تغيرا فى العلاقات المصرية الأمريكية قد بدا فى الأفق فأعاد بعضا من الدفء للعلاقات الثنائية بعد فترة من التدهور والبرودة، ويبدو هذا التغير فى طلب إدارة الرئيس أوباما من الكونجرس الأمريكى إلغاء الشروط المرتبطة بمنح المساعدات العسكرية بالتقدم نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ،خاصة أنها أدركت بعد قيام الشعب فى 30 يونيو أن هذه الشروط لم تحقق الجدوى منها لأن مصر لم تخضع للضغوط الأمريكية بما فى ذلك تلك المرتبطة بالتهديد بقطع أو خفض أو تجميد تلك المساعدات ، وفى فبراير الماضى طلب كيرى من الكونجرس إلغاء القيود المفروضة على المساعدات العسكرية لمصر مبررا ذلك بانتشار الإرهاب والعنف فى عالم سقطت فيه الحدود على حد تعبيره، وهو ما ينطبق على حق مصر فى ضبط أداء تلك المنظمات التى كانت سداحا مداحا قبل يناير 2011 وكادت تخرب مصر، والملاحظ هنا أن أمريكا دائما ما تتناقض مع نفسها فما تقتنع به هذا الأسبوع تلحسه الأسبوع التالى له . نصيحتى للسيد كيرى ألا يتحدث عن حقوق الإنسان فأنتم من ضيعتم الإنسان نفسه فى العراق وأفغانستان وفى سجون أبو غريب وجوانتانامو والقائمة طويلة تمتد إلى أمريكا الجنوبية، و أن يراجع تصريحاته وبيانات خارجية بلده لأنها اقتحام واضح للسيادة الوطنية المصرية ، وحتى لاتفتر وتبرد العلاقات مرة ثانية . لمزيد من مقالات سهيلة نظمى