يوم عرفت شعوب القارة اللاتينية الفرق بين النصر والهزيمة بين المناضل وغيره ، بين الاستقلال والتبعية، بين الحرية والاستبداد، بين الديمقراطية والفوضى، بين الدولة والقبيلة، بين السلام والاستسلام بين الحليف والعدو ،هو اليوم الذى انطلقت فيه لتغيير واقعها حيث كان 40 %من سكانها البالغ عددهم 550 مليون نسمة فقيرا و20 % منه أشد فقرا يعيش بأقل من دولار واحد فى اليوم ،نتيجة سيطرة الشركات الأمريكية على أكثر من 4 آلاف مصرف ومنجم وشركة نفط واتصالات ونقل فى قارة ظلت لعقود طويلة حقل تجارب للولايات المتحدةالأمريكية وضحية للعولمة الرأسمالية واكتشفت شعوب أمريكا الجنوبية أنها تدفع ثمن السياسات الأمريكية، فاهتدت بزعمائها إلى إعادة هيكلة مؤسساتها وإصلاح اقتصادها فانطلق هوجو شافيز زعيم فنزويللا وأممَ شركات النفط وتعامل معه كمصدر لدعم عامة الناس وأطلق حملة لتعليم القراءة والكتابة وضاعف ميزانية التعليم وأقام آلاف المدارس ورفع ميزانيات الصحة ومكافحة الأمراض وأقام عيادات شعبية للمعدمين فى المناطق النائية واستقدم للعمل فيها أطباء من كوبا مقابل تصدير النفط لها وفرض ضرائب صارمة على منتجى البترول وأقام صناديق مصرفية لدعم الشركات الصغيرة ورفع نسبة الضرائب على الشركات الأجنبية، وأقر قانون الطاقة الذى يقضى بألا تقل ملكية الدولة فى أى مشروع عن 51 % . البرازيل جمهورية موز أخرى غيرت مسارها وتصاعدت قوتها الاقتصادية حتى صارت فى عام 2008 تحتل المركز العاشر فى الإنتاج الصناعى العالمى وأصبحت مصدرا رئيسيا لإنتاج السلاح بعد عقدها اتفاقات مع فنزويللا والأرجنتين لإقامة صناعات سلاح مشتركة تنتج الطائرات الحربية والأسلحة الثقيلة . كوستاريكا تلك الدولة صغيرة الحجم فى القارة اللاتينية يبلغ سكانها 4 ملايين قضت على الأمية بل أصبح عدد جامعاتها ومعاهدها العلمية يفوق ما يوجد فى الدول العربية مجتمعة ويتمتع شعبها بضمان صحى واجتماعى وتعليمى ، انتخبوا امرأة رئيسة لهم ونائبتها أيضا امرأة ، فيا لوعة الأسى علي أمة لم تعد تعرف الفرق بين الجهاد والإرهاب لمزيد من مقالات سهيلة نظمى