حزموا همومهم مع أمتعتهم، ليسافروا بها أيضا، لكنها حمل لا يتكشّف علي ظهورهم، إنما فى حدقات عيونهم ، تلك التى تطل من نوافذ الحافلات، هربا من ملاحقات عيون الآخرين لهم، يستجدون أحلامهم أن تتحقق يرحلون بخيالهم من ضيق الحياة إلى سعة الحلم . يبدو لهم القطار لا يتنقل بين محطات الأمكنة ولكن بين محطات العمر، رؤوسهم مثقلة بالحنين ، مهمومة بالفكرة، تطوف أرواحهم حول ذواتهم، يطلبون لها السكنى من كل تلك الأشياء التى تتعارك داخل رؤوسهم ، وتتيح لها الخلوة التى هيئوها لأنفسهم أن تطرق أبواب عقولهم، تريد حسم أمرها. ثمة ركن يتسابق إليه مرتادو القطارات، يضعون رؤوسهم المثقلة بالحنين والذكريات بين ثناياه، لتبدو نافذة القطار وكأنها «شباك للنوستالجيا».