أخيرا طوت إيران عداءها الدولى مع أمريكا والقوى العظمى بإعلان كل من أمريكا والاتحاد الاوروبى الإطار القانونى لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، فى إطار تنفيذ المرحلة الأولى للاتفاق النووى، ونص القرار على إنهاء كل العقوبات الدولية على إيران بعد انقضاء المهلة المحددة فى الاتفاق النووى ما لم يقرر مجلس الأمن خلاف ذلك، بناء على التقارير الدورية التى ستتولى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقديمها عن مدى التزام إيران بالاتفاق النووى. ويشمل القرار رفع العقوبات الأمريكية عن إيران مما يعنى عودة الاستثمارات الأمريكية إلي إيران، ورفع العقوبات المالية واستئناف التعاملات مع البنك المركزى الايرانى ومايخص ذلك من معاملات الاكتتاب والتأمين، ورفع العقوبات المفروضة على قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات وأعمال الموانى وتجارة الذهب والمعادن والجرانيت والألمونيوم والحديد والصلب والفحم وغيرها. وحذر الخبراء العسكريون من تزايد النفوذ الايرانى بمنطقة الخليج بعد رفع الحصار والعقوبات الدولية عن إيران،مؤكدين أن رفع الحصار يزيد من اشتعال المنطقة العربية خاصة أن إيران قامت بتطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجية خلال السنوات الماضية، اضافة الي محاولاتها نشر المذهب الشيعى في العراقوسوريا واليمن وبعض الدول العربية لإحداث فتنة دينية داخلها. ما سبق يعد اكبر تهديد للدول العربية ويعمل على تأجيج المنطقة وفقا لمخطط الشرق الأوسط الجديد، حيث ستعمل إيران على زيادة قدرتها العسكرية وتحديث ترسانتها من الأسلحة دون اعتبارات لأمن وسلامة المنطقة، وستصبح إيران بعد فك الحصار الاقتصادي والعسكرى بعبع المنطقة، وسيتم استخدامها من قبل الغرب لإحداث الصراعات مما ينذر باحتمال نشوب حرب محتملة بين العرب وايران بما يخدم مصالح الغرب فى المنطقة، وإحداث قلاقل لتفكيك الدول ذاتيا واستخدام إيران لإشعال فتنة الصراع السنى الشيعى وستكون أولى الدول المستهدفة المملكة العربية السعودية وفقا لخريطة تقسيم الشرق الأوسط. ووفقا لتحليل احد الاستراتيجيين العسكريين فان قرار رفع العقوبات على إيران ستسعي من خلاله إلي تمزيق العالم الاسلامى من خلال تقسيمه إلى شيعة وسنة، مؤكدا ان الجيش المصرى بدأ بالفعل في التحرك لمسانده الدول الأشقاء في الخليج وذلك لخطورة الوضع مطالبا بسرعة تفعيل القوة العربية المشتركة، محذرا من خطورة زيادة النفوذ الايرانى فى المنطقة وسعيها لتوسيع مخططاتها وتأجيج الصراعات فى سوريا واليمن لفرض أجندتها على الشرق الأوسط كله وهو ماينبئ بحالة من عدم الاستقرار. ومع إسقاط العقوبات عن إيران ستتمكن من استعادة أموالها المجمدة فى البنوك الأوروبية والتى تقدر بعشرات المليارات من الدولارات أرباح عائدات النفط، خاصة بعد ان تسدد إيران ديونها الخارجية خاصة للصين حينها ستحصل على 50 مليار دولار من حساباتها الخارجية،وسيكون هناك تعاون أمريكي إيراني لتصدير واستيراد الطائرات التجارية مع جميع الشركات الأمريكية حول العالم. ويزيد من حدة الصراع الايرانى فى الخليج سياسة أمريكا التي تتخلي دائما عن حلفائها بحسب مصالحها ، حيث اعتمدت واشنطن قبل هذا التقارب الإيراني على علاقتها القوية مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية لعقود طويلة، والسؤال الان هل ستتخلي أمريكا عن علاقاتها الاستراتيجية مع السعودية يعزز ذلك دخول الاتفاق الايرانى حيز التنفيذ مترافقا مع تبادل سجناء غير مسبوق بين الولاياتالمتحدة دون أدني حساب للسعودية الحليف التاريخى لواشنطن . أما الطفل المدلل الأول لأمريكا إسرائيل لم يخف قلقه من إيران بعد هذا الاتفاق وهذا ما أكده نتانياهو بقوله ان إسرائيل لن تسمح لإيران بحيازة سلاح نووى ولن يسمح لها بمنافسة الدول العظمى وذات النفوذ ، مؤكدا ان إسرائيل ستحاول الوقوف بكل قوة مع الدول الحليفة لها بالمنطقة العربية والشرق الأوسط لوصول كل منها إلى هدفه الاساسى لتحقيق الاستقرار التي تنعم به هذه الدول ووفقا للمخطط العام للدول الكبري في منطقة الشرق الأوسط . الغريب في الأمر ما صرحت به بعض الصحف الأمريكية من ان الكافيار والفستق الإيراني سيتم مبادلته تجاريا مقابل الطائرات والأسلحة الأمريكية لما يمثله الكافيار الإيراني من أهمية كبري للمواطن الأمريكي ولهذا فقد لعب الكافيار دورا استراتيجيا في الوصول بالاتفاق النووي إلي حيز التنفيذ. لمزيد من مقالات فهمي السيد