سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى حفل خال من المفاجآت و الاثارة لماذا فاز ميسى باللقب الخامس رغم تفوق رونالدو فى الليجا ؟..5 ألقاب وفن صناعة الأسطورة منحت «البرغوث» الأفضلية على «المكافح»
قد تكون هى المرة الأولى التى تغيب الإثارة عن حفل جوائز الاتحاد الدولى لكرة القدم، وتحديداً حول جائزة أفضل لاعب فى العالم، والتى تشهد انقساما واضحا فى الأراء بين أصحاب حق التصويت، وهذه المرة التى توج بها الأرجنتينى ميسي، كانت الإثارة غائبة لعدة أسباب، أهمها عدم وجود ما يشفع لمنافسه الأول والوحيد البرتغالى رونالدو الذى حل ثانياً فى تصنيف الجائزة، فى 2015 كان عاما خاليا من الانجازات لرونالدو الذى دفع وحده فاتورة تراجع ريال مدريد وفشله فى الحصول على أى لقب محلى أو قاري، بينما ساعد برشلونة بألقابه الخمسة فى تتويج ميسى بالجائزة. كما أن طبيعة أداء وتكتيك برشلونة يختلف تماماً عن ريال مدريد، ويساعد ميسى فى إظهار مهاراته، حتى إن كل فريق برشلونة يبحث عن موقع ميسى فى الملعب لمنحه فرصة الإبداع، على عكس رونالدو الذى هو مجرد ترس فى ماكينة الريال التى تعمل بشكل جماعى ويغيب فيها عنصر الفردية والمهارة لخدمة الهدف العام، وقد يكون لرونالدو دور البطولة وسط فريقه ولكنه لا يلقى نفس الخدمة من زملائه على عكس رفاق ميسى الذين يساعدونه بشكل واضح ليظهر أفضل ما لديه، كما أن وجود نيمار زميل ومنافس ميسى والذى حقق معه نفس الإنجازات مع برشلونة لكنه حل فى المركز الثالث، هو تفسير جديد لصحة هذه النظرية، وعبقرية برشلونة تظهر فى حجم النجاح الذى يحققه الفريق بالتوازى مع صناعة أسطورة ميسي، فالفريق يسعى للألقاب وأيضاً يمنح نجمه المدلل فرصة الإبداع الذى نتحدث عنه، وقد يكون هذان الفارقان، هما محور أفضلية ميسى عن رونالدو. ما يؤكد هذا الكلام على أرض الواقع وبترجمة بسيطة إلى أرقام، نجد أن رونالد والذى فشل فى الحصول على اللقب الرابع له، كان على المستوى الرقمى أفضل من ميسى بعد أن تصدر قائمة هدافى الدورى الأسبانى فى الموسم الماضي، على عكس ميسى الذى غاب قرابة الشهرين عن فريقه فى نفس الموسم بسبب الإصابة فى شهرى سبتمبر ونوفمبر. ولم يقدم ميسى الأداء الراقى المعتاد منه قبل سنوات مع برشلونة عندما فاز بجائزة الكرة الذهبية أربع مرات متتالية من 2009 إلى 2012، ولم يظهر النجم الأوحد فى فريقه بعد بزوغ نجم نيمار وسواريز مع برشلونة، لكن ما منحه الأفضلية هو الألقاب الخمسة للبارسا «الدورى والكأس فى أسبانيا ودورى أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبى وكأس العالم للأندية» وكان مرشحا للقب سادس لولا السقوط أمام أتلتيك بلباو فى كأس السوبر الأسباني. وكان انجازه الشخصى هو صدارة ترتيب الهدافين اوروبيا مناصفة مع رونالدو برصيد10 أهداف لكل منهما، بينما جاء ثانيا فى الدورى الأسبانى برصيد 43 هدفا خلف رونالدو 48 هدفا. ومع هذا التضاد بين الواقع الشخصى والإنجاز الجماعي، كان لابد وأن تميل كفة ميسى أمام رونالدو، والفارق كبير بين من حقق خمسة ألقاب ومن خرج خالى الوفاض، وكان من الطبيعى أن تتجه أصوات مدربى المنتخبات والصحفيين الرياضيين «بواقع صحفى واحد من كل بلد» بمجموع 627 صوتا إلى تفضيل ميسى عن رونالدو، بنسبة نجاح 41.31 بالمائة من الأصوات مقابل 27.76 بالمائة لرونالدو 7.86 بالمائة فقط لنيمار. وهذا يلخص بمنتهى البساطة غياب الإثارة أو ردود الأفعال الصادمة بعد إعلان الجائزة، فالجميع كان يتوقع فوز ميسي، حتى من صوت لصالح رونالدو، فهو كان يتعاطف مع هذا النجم الكبير الذى صنع أسطورته بنفسه ولا يساعده أحد ولا يملك نفس أدوات ميسى فى برشلونة، وهذا سر عظمة رونالدو الذى يعيش نفس الأمر مع منتخب البرتغال على عكس ميسى الذى يجد حوله نجوما مدججة أينما ذهب سواء فى البارسا أو منتخب الأرجنتين. وبتصريحات متواضعة بعد الفوز بالجائزة الخامسة فى مشواره، حسم ميسى كافة التكهنات الدائرة حوله أو تسعى للدوران فى فلكه، وقالها صريحة، إنه سيعتزل كرة القدم وهو لاعب فى برشلونة، ولا يرى غيره فريقا. ولكنه عبر عن حزنه بسبب فشله مع منتخب بلاده فى قيادته إلى المجد كما يصنع مع برشلونة، فعاش مرارة الإحباط عامين متتاليين، فى 2014 حين خسر نهائى مونديال البرازيل أمام ألمانيا و2015 عندما خسر كأس كوباأمريكا أمام تشيلي. وقال اللاعب: الجوائز الجماعية أهم من الجوائز الفردية، فلقب كأس العالم هدف كل لاعب، أنها حقا الذروة، وفى كل عام أحاول أن أصبح أفضل من العام الذى سبقه. ولابد من توجيه الشكر لكل من ساندنى للحصول على اللقب للعام الخامس، سواء زملائى أو من منحونى أصواتهم، فتواجدى هنا هو بالدرجة الأولى بفضلهم والى الألقاب التى فزنا بها مع برشلونة، ولهذا السبب استطيع تقاسم هذه الجائزة معهم. وأضاف ميسي: الآن أريد الاستمتاع بالجائزة مع عائلتي، ولن أشغل بالى بالمستقبل، وكل ما اتمناه فقط هو مواصلة حصد المزيد من الألقاب مع برشلونة. وفى الوقت الحالى لن أفكر بجميع الألقاب التى أفوز بها، القيمة الأكبر لها سيكون بعد سنوات عدة من اعتزالى كرة القدم. رقم قياسى أسباني بجائزة ميسى الخامسة فى مشواره، حقق الدورى الإسبانى رقما قياسيا جديدا، وحطم الدورى الأسبانى الرقم القياسى لعدد المرات المتتالية التى يفوز فيها لاعبو أى بطولة دورى محلية بجائزة الكرة الذهبية. وظل هذا الرقم مسجلا باسم الدورى الألمانى منذ عام 1981 وذلك برصيد ست جوائز متتالية من 1976 إلى 1981 حتى حطمه ميسى والدورى الإسباني، ومنذ أن أحرز اللاعب الكرة الذهبية للمرة الأولى فى 2009 ، ظلت الجائزة قاصرة على الدورى الأسباني، والتى تتأرجح فقط بين ميسى ورونالدو الذى توج بالجائزة للمرة الأولى فى 2008 عندما كان لاعبا فى صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزى قبل انتقاله للريال.