من المعروف ان الجماد لايشعر ولا ينطق ، لكن فى مصر قد يحدث أن تنطق بعض الأشياء، وتتحدث فى صمت من شدة ما تعانى من إهمال أو ظلم واقع عليها. الأمثلة كثيرة جدا وسأذكر بعضها لعلى أساعد السادة المسئولين على أن يعثروا على بعض الأعمال التى تقع فى دائرة مسئولياتهم، لكنهم إما لايرونها، أم أنهم رأوها بالفعل لكن لم يتحركوا لتغييرها للأفضل .. أولا، كوبرى الجلاء الواقع بمنطقة الدقى، والمؤدى إلى نادى القاهرة يعانى من إصابات بالغة، أصبحت تشكل خطرا ينذر بوقوع كارثة قريبة . هذا الكوبرى المسكين قد "تهرأت" أرصفته حتى أصبحنا نرى مياه النيل من خلال فتحات الحفر الواسعة فيها، و"وهنت" مفاصلة حتى أصبح يهتز من أصغر سيارة تمر فوقه، و"تفسخت" أسواره واصبحت مائلة بأتجاه النيل من الناحيتين، فماذا تنتظرون أيها المسئولون؟! إن تكلفة إصلاح الكوبرى بالتأكيد ستكون أقل بكثير من قيمة التعويضات التى ستصرف للضحايا إذا لاقدر الله إنهار الكوبرى وسقطت منه سيارة نقل عام واحدة تقل اربعين راكبا فى المتوسط . ثانيا، ولازلنا بمنطقة الدقى ، أمام مجلس الدولة تقبع مدرسة عريقة جدا كانت فيلا جميلة فيما سبق، هذه المدرسة تحول رصيفها إلى مقلب للقمامة وللحيوانات الضالة، المشكلة طبعا ليست فى أكوام القمامة الكبيرة الملقاة أمام المدرسة لتجلب الأمراض للطلبة والمدرسين، أبدا فقد إعتدنا على مشهد القمامة فى أماكن كثيرة ، المشكلة التى قد تتحول لكارثة حقيقية أتمنى من الله ألا تحدث ، هى أن يتفتق ذهن أحد المواطنين ويحاول التخلص من هذه الكومة الكبيرة من القمامة بالطريقة التقليدية، وهى إشعال النار فيها لأن المدرسة أمامها محطة بنزين كبيرة، وطبعا النتيجة معروفة .. ثالثا، عندما يتم إصلاح بعض أرصفة الشوارع ، يتم تعليتها بشكل مبالغ فيه لا يسمح حتى للشباب والأطفال باعتلائها ، فضلا عن كبار السن والأمثلة كثيرة، لكن أبرزها رصيف الجزيرة الوسطى بطول شارع الهرم، لا أعلم ما الحكمة فى تعلية رصيف بهذا الشكل، فى شارع كثافته السكانية عالية وملىء بالتلاميذ الصغار لكثرة المدارس فيه، وبه أيضا عدة مستشفيات؟! رابعا، ظاهرة غريبة ومفزعة منتشرة هذه الأيام، وهى ظاهرة قطع الأشجار الكبيرة جدا من الشوارع، لا أعرف ماذا فعلت لكم الأشجار كى تأمروا بقطعها بهذه الوحشية، وأنتم تعلمون مدى فائدتها !! كتبت وكتب زملاء لى كثيرون فى هذه الموضوعات من قبل، ويبدو أننا سنظل نكتب فقط ، ولا أعرف متى سيستجيب السادة المسئولون . [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل