بينما تتزايد معاناة العاملين بالقطاع السياحى بالبلاد يوما بعد يوم ، وخاصة مدينتى الأقصر ، واسوان ، تتصاعد المخاوف من مغادرة آلاف السياح المقيمين فى المدينتين ،بجانب مدن محافظة البحر الأحمر، وعدم عودتهم لمصر مرة أخري، والسفر للإقامة السياحية بدول أخري، حيث يستعد آلاف من السياح المقيمين بالأقصر وأسوان والبحر الأحمر لجمع حقائبهم ، ومغادرة تلك المدن ، ربما دون عودة ، بسبب النظام الجديد لتأشيرات الإقامة السياحية ، والذى بدأ تطبيقه فى أقسام الجوازات ، مؤخرا ، ويقضى بإلزام السياح المقيمين بمغادرة الأراضى المصرية ، والعودة لبلادهم ، ولو لمدة يوم واحد ، ثم العودة لمصر مجددا ، حتى يتمكنوا من تجديد تأشيرات الإقامة السياحية. وهو الأمر الذى أثار غضب الأوساط السياحية ، التى وصفت قرار إلزام السياح بمغادرة مصر ، كل 6 أشهر ، ثم دخول البلاد مرة أخرى بتأشيرة جديدة مقابل منحهم تأشيرة إقامة سياحية لفترة جديدة ، بأنه قرار غير مبرر ، ويضر بالقطاع السياحى ، كما يسيء لسمعة مصر فى عيون عشاقها من سياح العالم ، وبخاصة الآلاف من السياح المقيمين الذين يعدون سفراء سياحيين لمصر، ويصرون على إستمرار إقامتهم على أرضها، فى إعقاب كل حادثة إرهابية، ويضربون بتحذيرات حكومات بلادهم عرض الحائط ، ويصدرون بيانات مؤثرة بشأن أمن وأمان مصر، وتمسكهم بالإقامة على أرضها. بل ، وكما يقول الخبير السياحى المصرى ، محمد عثمان ، فإن كثيرا منهم كتبوا وصاياهم و طالبوا فيها بدفنهم فى الأقصر وأسوان ، بعد وفاتهم ، ورفضهم لمغادرة مصر، فى حياتهم وبعد مماتهم ، بعد ما عشقوا أرضها ، وسحرهم شعبها، وابهرتهم آثارها . كان هشام زعزوع وزير السياحة قد التقى برفقة محمد بدر محافظ الأقصر ، السياح المقيمين فى الأقصر وناقش معهم أهم المشكلات التى تواجههم خلال إقامتهم بالمدينة ، وفى مقدمتها صعوبة إجراءات الحصول على تأشيرات للإقامة الدائمة، وإجراءات إنهاء تراخيص القيادة وعدم وجود خطوط للطيران المباشر بين الأقصر وبعض البلدان الأوروبية. وأعلن وزير السياحة أنه سيتم بحث كل المشكلات التى تواجه الأجانب المقيمين بالتنسيق مع وزارة الخارجية والسفارات المعنية ، مؤكدا أن تمسك الأجانب المقيمين بالبقاء بمصر له دوره المهم فى تنشيط السياحة ونقل صورة حقيقية من الواقع المصري، مشدداً على ضرورة تعاون كل الجهات المسئولة. وأوضح زعزوع خلال لقائه السياح المقيمين فى الأقصر ،أن الحملة الدعائية التى تعدها وزارة السياحة للفترة القادمة تستهدف الاعتماد على تسويق المناطق السياحية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذى يحقق انتشارا واسعا، مؤكداً الدور التسويقى المهم الذى يقع على عاتق الأجانب المقيمين لاستعادة المعدلات السياحية. لكن وبعد مرورأكثر من شهرين على لقاء وزير السياحة ، بالسياح المقيمين فى الأقصر ، والذين يقترب عددهم من 3 آلاف سائح وسائحة من مختلف الجنسيات ، وتعهده بحل مشكلات تأشيرات الاقامة لهم مع وزارة الخارجية ، إلا أن آلاف السياح باتوا يحزمون حقائبهم للعودة لبلادهم بناء على تعليمات اقسام الجوازات فى الأقصر وأسوان ومدن محافظة البحر الأحمر . فهل تتحرك وزارة السياحة لحل المشكلة، وبقاء الآلاف من عشاق مصر، من السياح المقيمين على أرضها، وعدم مغادرتهم لها، والاستفادة من وجودهم فى المدن المصرية ، فى الحملات الجارية لاستعادة التدفقات السياحية مجددا إلى المقاصد السياحية المصرية .