ما حدث في مدينة الاسكندرية التي أغرقتها الامطار وأصابت الحياة فيها بالشلل التام ، لم يكن مفاجأة ، أو حادث قدريا عارضا داهم المدينة في غفلة من المسئولين وهم نيام ، لأن خرائط الطقس في أوروبا والبلاد المتقدمة "، تعطي مؤشرا عن طبيعة الأحوال الجوية لايام بل لاسابيع قادمة، ولكن الفارق بيننا وبين هذه الدول، أنها تاخذ بالأساليب العلمية في مواجهة الكوارث والنوائب المتوقعة ليس بهدف منعها تماما بل التخفيف من آثارها المدمرة، ولكن في بلادنا هناك ضحايا للكوارث والمسئولين أيضا، فنحن لا نهتم بمثل هذه التنبؤات والتوقعات العلمية، باعتبارها بالنسبة لنا من أعمال " التنجيم والتخمين " فقد كذب المنجمون ولو صدقوا ، فلم نأخذ بعد بالاساليب العلمية في مواجهة أزماتنا المتكررة ، لأننا مازلنا نعتمد علي أساليب " الفهلوة " والضحك علي الدقون وتجميل الواقع الخرب، وتحسين الصور القبيحة ، علي طريقة فيلم " الوزير جاي"، مع ترديد " قولة حق يراد بها باطل " خليها علي الله " فلو سألت أيا من كبار الموظفين ولا أقول المسئولين عن خطط محددة لمواجهة أزمة متوقعة فستجده يسارع بالقول " خليها علي الله" ولا أدري ما علاقة الله " باهمالنا وفساد زممنا.. وخراب ضمائرنا " .. لقد أكد المتحدث باسم الارصاد الجوية د. وحيد سعودي أن الهيئة حذرت من هذه "النوة" قبل وقوعها بعدة أيام ، وتم ارسال تقارير بهذا المعني للسادة المحافظين ومنهم السيد هاني المسيري المحافظ المقال ، والذي قال في تدوينة له علي الفيس بوك ، أنه قدم استقالته احتراما للرأي العام ، وأستطرد " أن البنية التحتية ليست من أختصاص المحافظ ، ولم يقل لنا سيادته من صاحب الاختصاص في هذه القضية اذا لم تكن من اختصاص المحافظ ، وهل اختصاصه فقط أقامة الموائد وأرتياد الصالونات، وهل اختصاصه فقط ممارسة الرياضة وتحويل الترام لكافيه متنقل وأهمال من كانت عروس الثغر لتغرق في "شبر مية "، هل رأيتم الاسكندرية وهي أشبه ببحيرات الملاحات التي تحتاج لمراكب و"فلوكات" لمن يرغب في الخروج من منزله، بل داهمت المياه اخرين داخل منازلهم وأغرقت فراشهم ودمرت متعلقاتهم، بسبب انشغال المحافظ بمشروعات وخدمات ترفيهية لم يشعر بها المواطن السكندري، بينما كان جاره علي الحدود الغربية محافظ مطروح اللواء علاء أبوزيد يعقد مؤتمرا اقتصاديا دوليا ناجحا في نفس التوقيت أثمر عن توقيع مذكرات لاكثر من 20 مشروعا استثماريا سوف تغير وجه الحياة في المحافظة، من أهمها ميناء مطروح البحري، وذلك لان الرجل تصرف برؤية مسئول وليس محافظا فقط .. http://[email protected]